وكنا كريمي معشر حمّ (١) بيننا |
|
هوى فحفظناه بحسن صيان |
فما زادنا بعد المدى نقض مرة |
|
ولا رجعا من علمنا ببيان |
سلاه بأم العمر ومن هي إذ بدا |
|
به سقم جمّ وطول ضمان |
خليلي لا والله ما لي بالذي |
|
تريدان من هجر الحبيب يدان |
ولا لي بالشر (٢) اعتلاء إذا نأت |
|
كما أنتما بالشر (٣) معتليان |
قال : ونزل الرجل ووضع رحله حتى جاء إخوتها فأخبرتهم (٤) الخبر ، وكانوا مهتمين بكعب ، وكان ابن عمّهم وأشعرهم ، وأظرفهم ، فأكرموا الرجل وحملوه على راحلة ودلّوه [علي](٥) الطريق ، وطلبوا كعبا ، [فوجدوه بالشام](٦) فأقبلوا به حتى إذا كانوا في ناحية مال (٧) أهلهم إذا الناس قد اجتمعوا عند البيوت ، وقد كان كعب ترك بنيّا له صغيرا ، فوجده في ناحية المال ، فقال كعب : ويحك يا غلام ، من أبوك؟ قال : رجل يقال له كعب ، قال : وعلى أيّ شيء قد اجتمع الناس ، وأحسّ قلبه بشرّ ، قال : قد اجتمعوا على خالتي ميلاء ، قال : وما قصّتها ، قال : ماتت ، فزفر زفرة مات منها مكانه ، فدفن حذاء قبرها ، قال : وقال كعب وهو بالشام :
أحقّا عباد الله أن لست ماشيا |
|
بمرحاب حتى يحشر الثقلان |
ولا لاهيا يوما إلى الليل كله |
|
يبيض لطيفات الخصور دواني (٨) |
يمنّيننا (٩) حتى يزيغ (١٠) قلوبنا |
|
ويختلطا (١١) مطلا ظاهرا بليان |
فعينيّ يا عينيّ حتى ما أنتما |
|
بهجران أمّ العمرو تختلجان؟ |
أما أنتما إلّا عليّ طليعة |
|
على قرب أعدائي كما ترياني |
__________________
(١) الأصل وم و «ز» : «خط» والمثبت عن الأغاني.
(٢ و ٣) كذا بالأصل وم و «ز» ، في الموضعين ، وفي الأغاني : بالبين.
(٤) في الأغاني : فأخبراهم.
(٥) الزيادة عن «ز» ، وم.
(٦) الزيادة عن الأغاني.
(٧) الأغاني : ماء أهلهم.
(٨) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : «دقاني» وفي الأغاني : «رواني.» وهو الأشبه ، الرواني جمع رانية ، وهي الطروب اللاهية مع شغل قلب.
(٩) الأصل : تمنيتنا ، وفي م : «يميتنا» والمثبت عن «ز» ، والأغاني.
(١٠) الأصل وم و «ز» ، وفي الأغاني : تريع.
(١١) في م ، و «ز» ، والأغاني : ويخلطن.