كنت أمشي مع النبي صلىاللهعليهوسلم في بعض حيطان المدينة فقال : «يا أبا هريرة» ، فقلت : لبّيك يا رسول الله ، فقال : «إن المكثرين هم الأقلّون [إلّا](١) ، قال : بالمال هكذا أو هكذا أو هكذا وأومأ عن يمينه وعن يساره وقليل ما هم» ثم قال : «يا أبا هريرة ألا أدلّك على كنز من كنوز الجنّة؟» قلت : بلى يا رسول الله ، قال : «تقول : لا حول ولا قوّة إلّا بالله ، ولا ملجأ ولا منجا من الله إلّا إليه» ، ثم قال : «يا أبا هريرة ، هل تدري ما حقّ الله على العباد ، وما حقّ العباد على الله؟» قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : «حقّ الله على العباد أن يعبدوه ، ولا يشركوا به شيئا ، وحقّ العباد على الله أن لا يعذّب من لا يشرك به» [١٠٦٦٠].
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن مهران الأصبهاني المقرئ بانتخاب أبي عبد الله الحاكم ، حدّثنا أبو الوفاء المؤمّل بن الحسن بن عيسى ، حدّثنا أحمد بن منصور الرمادي ، حدّثنا أبو أحمد الزّبيري محمّد بن عبد الله بن الزبير ، حدّثنا جابر بن الحر النخعي ، عن عبد الرّحمن بن عابس ، عن كميل بن زياد ، عن أبي هريرة قال :
خرجت مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم في حائط فقال : «يا أبا هريرة هم الأكثرون إلّا من قال بالمال هكذا أو هكذا ، وقليل ما هم» فمشيت معه ، فقال : «ألا أدلّك على كنز من كنوز الجنّة ، لا حول ولا قوّة إلّا بالله» ، ثم قال : «يا أبا هريرة ، تدري ما حقّ الله على العباد؟» قال : قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : «حقّه أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا» ثم قال : «أتدري ما حقّ العباد على الله إذا فعلوا ذلك؟ أن لا يعذّبهم» قلت : ألا أخبرهم؟ قال : «دعهم فليعملوا».
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو العزّ الكيلي ، قالا : أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ـ زاد الأنماطي : وأحمد بن الحسن بن خيرون ، قالا : ـ أنبأنا محمّد بن أحمد بن إسحاق ، حدّثنا خليفة قال (٢) :
كميل بن زياد بن نهيك بن هيثم بن سعد بن مالك بن الحارث بن صهبان بن سعد بن مالك بن النّخع ، قتله الحجّاج سنة اثنتين وثمانين.
أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنبأنا أحمد بن الحسن بن أحمد ، أنبأنا يوسف بن رباح ، أنبأنا أبو بكر المهندس ، حدّثنا أبو بشر الدولابي ، حدّثنا معاوية بن صالح قال : سمعت
__________________
(١) زيادة عن م.
(٢) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٢٤٩ رقم ١٠٥٨.