الله ، حدّثنا محمّد بن هارون ، حدّثنا أحمد بن عبد الرّحمن ، حدّثنا عمي ، حدّثنا ابن لهيعة ، عن سليمان بن عبد الرّحمن ، عن نافع بن كيسان الدمشقي أخبره أن أباه كيسان أخبره.
أنه كان يتجر بالخمر في زمن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال : إنّي قد جئت بشراب جيّد ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يا كيسان إنّها قد حرّمت وحرّم ثمنها» ، فانطلق كيسان إلى الزقاق وأخذ بأرجلها ثم أهراقها جميعا [١٠٦٧٢].
وسيأتي لهذا الحديث طريق آخر في ترجمة نافع بن كيسان.
[قال ابن عساكر :] ولكيسان هذا حديث آخر في نزول عيسى بن مريم عند المنارة البيضاء شرقي دمشق ، فيه اختلاف.
وقد أخطأ ابن مندة في كتابه خطأ فاحشا فقال : كيسان بن عبد الله بن طارق ، وقيل ابن بشر ، عداده في أهل الحجاز ، روى (١) عنه ابناه عبد الرّحمن ، ونافع ، وساق في الترجمة هذا الحديث ، وحديث عبد الرّحمن عن أبيه كيسان قال : رأيت النّبي صلىاللهعليهوسلم يصلي بالبئر العليا في ثوب.
[قال ابن عساكر :] وهما اثنان : كيسان أبو عبد الرّحمن غير كيسان أبي نافع ، أحدهما مدني والآخر دمشقي ، وقد فرّق بينهما البخاري في تاريخه ، وابن أبي حاتم في كتابه ، والبغوي في معجمه ، إلّا أنّ أبا حاتم قال في نسب أبي نافع : كيسان بن عبد الله بن طارق ، وحكي ذلك عن ابن لهيعة ، وما قالوه أولى بالصواب من قول ابن مندة ، والله أعلم ، غير أن ابن أبي حاتم فرّق بين كيسان راوي حديث الخمر وبين كيسان راوي حديث نزول عيسى (٢) ، وذكر أنّ كل واحد منهما روى عنه ابنه نافع ، وأنّ الصواب في راوي حديث نزول عيسى نافع ابن كيسان عن النّبي صلىاللهعليهوسلم ، وحكاه عن أبيه أبي حاتم ، ولم يصنع شيئا ، فإنّ قول من روى عن الوليد بن مسلم عن ربيعة بن ربيعة عن نافع بن كيسان عن أبيه مع ما يعضده من رواية سليمان ابن عبد الرّحمن عن نافع بن كيسان عن أبيه بحديث آخر أولى من قول من أتى بخلاف ذلك ، والله أعلم (٣).
__________________
(١) بالأصل وم : رواه ، والمثبت عن أسد الغابة وتهذيب الكمال.
(٢) راجع الجرح والتعديل ٧ / ١٦٥.
(٣) الخبر روي عن ابن عساكر في تهذيب الكمال ١٥ / ٤٢٧ ـ ٤٢٨ وأسد الغابة ٤ / ٢٠٦ وانظر الجرح والتعديل ٧ / ١٦٥.