أبوه يا رسول الله ، فالتفت إلى من عنده كأنه يسألهم عنه فقالوا : ما علمنا إلّا خيرا أو نحو ذلك ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أحصنت؟» قال : نعم ، فأمر برجمه ، فذهبنا فحفرنا له حتى أمكنا ورميناه بالحجارة حتى هدأ ، ثم رجعنا إلى مجالسنا فبينما نحن كذلك إذا شيخ يسأل عن الفتى ، فقمنا إليه ، فأخذنا بتلابيبه ، فجئنا به إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقلنا : يا رسول الله إنّ هذا جاء يسأل عن الخبيث ، فقال : «مه ، لهو أطيب عند الله ريحا من المسك» ، قال : فذهبنا فأعنّاه على غسله وحنوطه وتكفينه وحفرنا له ، ولا أدري أذكر الصلاة أم لا [١٠٦٨٢] ح.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو الحسين بن النقور ، أنبأنا عيسى بن علي ، أنبأنا عبد الله بن محمّد ، حدّثني عباس بن محمّد وجماعة قالوا : حدّثنا جرمي (١) بن حفص ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن علاثة ، حدّثني عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز أن خالد بن اللّجلاج حدّثه أن أباه اللّجلاج أخبره.
أنه كان قاعدا يعتمل (٢) في السوق ، فمرّت امرأة تحمل صبيا ، فثار الناس وثرت فيمن ثار ، فانتهيت إلى النّبي صلىاللهعليهوسلم ، أظنه قال : فقال : «من أبو هذا؟» قال : فسكتت ، قال : فقال فتى شاب حذائها : أنا أبوه يا رسول الله ، قال : فأقبل عليها فقال : «من أبو هذا معك؟» قال : فسكتت قال : فقال الفتى : أنا يا رسول الله ، إنها حديثة السن ، حديثة عهد بجزية ، وليست مكلمتك ، فأنا أبوه يا رسول الله ، فنظر إلى بعض من حوله كأنه يسألهم عنه ، قالوا : ما علمنا إلّا خيرا ، أو نحو ذا ، فقال النّبي صلىاللهعليهوسلم : «أحصنت؟» قال : نعم ، فأمر به يرجم ، قال : فخرجنا فحفرنا له حتى أمكنا ، ثم رميناه بالحجارة حتى هدأ ثم انصرفنا إلى مجالسنا ، قال : فبينا نحن كذلك إذ جاء شيخ يسأل عن المرجوم ، قال : فقمنا إليه ، فأخذنا بتلابيبه فانطلقنا به إلى النّبي صلىاللهعليهوسلم ، فقلنا : إنّ هذا جاء يسأل عن الخبيث ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لهو أطيب عند الله من ريح المسك» ، قال : فانصرفنا مع الشيخ فإذا هو أبوه ، فأتينا إليه فأعنّاه على غسله وتكفينه ودفنه ، قال : ولا أدري [قال :] والصلاة عليه ، أم لا.
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد ، أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى ، حدّثنا محمّد بن إسحاق. ح وأخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، حدّثنا [ـ و](٣) أبو منصور بن خيرون ، أنبأنا أبو بكر الخطيب (٤) ، أنبأنا أبو الحسين علي بن محمّد بن
__________________
(١) الأصل وم وت : «حرمي» وفي أسد الغابة : جرمي ، تصحيف ترجمته في تهذيب الكمال ٤ / ٢٢٣.
(٢) من طريقه روي في أسد الغابة ٤ / ٢٢٠.
(٣) زيادة لتقويم السند عن د ، وم ، وت.
(٤) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١ / ٢٤٩ في أخبار محمد بن إسحاق السراج.