أنبأنا أبو علي الحداد ، أنبأنا أبو نعيم (١) ، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن بن سهل ، حدّثنا أحمد بن إسماعيل الصّدفي ، حدّثنا يحيى بن عثمان ، حدّثنا حرملة بن يحيى قال : سمعت الشافعي يقول : الليث بن سعد أتبع للأثر من مالك بن أنس (٢).
قال : وأنبأنا أبو نعيم (٣) ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله ، حدّثنا محمّد بن إسحاق ، حدّثنا الحسن بن عبد العزيز ، حدّثنا الحارث بن مسكين عن عمرو بن يزيد ـ شيخ من أهل مصر ـ صديق لمالك بن أنس ، قال : قلت لمالك : يا أبا عبد الله ، يأتيك ناس من بلدان شتى قد أنضوا مطاياهم ، وأنفقوا نفقاتهم ، يسألونك عن ما جعل الله عندك من العلم؟ تقول لا أدري!! فقال : يا عبد الله ، يأتيني الشامي من شامه ، والعراقي من عراقه ، والمصري من مصره ، فيسألونني عن الشيء لعلي أن يبدو لي فيه غير ما أجيب فيه ، [فأين أجدهم؟](٤) قال عمرو : فأخبرت الليث بن سعد بقول مالك هذا فبكى (٥).
ثم قال : مالك ، فإنه مالك ، والله أقوى عليه من الليث ، والليث والله أضعف عنه من مالك.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المالكي ، وأبو القاسم هبة الله بن عبد الله الواسطي ، قالا : حدّثنا أبو بكر الخطيب (٦) ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن محمّد الأشناني ، قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس الطرائفي يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول : قلت ليحيى بن معين : فالليث أحبّ إليك أو يحيى بن أيوب؟ فقال : الليث أحبّ إليّ ، ويحيى ثقة ، قلت : فالليث كيف حديثه عن نافع؟ قال : صالح ، ثقة ، انتهت رواية المالكي ، وزاد الواسطي : قلت : فإبراهيم بن سعد أحبّ إليك أو ليث؟ فقال : كلاهما ثقتان.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنبأنا حمزة بن يوسف ، أنبأنا أبو أحمد بن عدي (٧) ، أنبأنا محمّد بن خلف المرزباني قال : سمعت العباس بن محمّد يقول : سمعت يحيى بن معين يقول : ليث بن سعد أثبت في يزيد بن أبي حبيب من محمّد بن إسحاق.
__________________
(١) حلية الأولياء ٧ / ٣١٩.
(٢) تهذيب الكمال ١٥ / ٤٤٤.
(٣) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ٦ / ٣٢٤ في أخبار مالك بن أنس.
(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، وم ، ود ، وت واستدرك للإيضاح عن حلية الأولياء.
(٥) قوله : «فبكى» ليس في الحلية.
(٦) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ١٣.
(٧) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٦ / ١٠٤ في أخبار محمد بن إسحاق بن يسار.