قال الخطيب (١) : وأخبرني أبو علي عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن فضالة النّيسابوري بالريّ قال : سمعت أبا جعفر محمّد بن أحمد بن الحسن الأزدي الخطيب بسمنان (٢) يقول : قال جعفر بن محمّد الخلدي خرج طائفة من مشايخ الصوفية يستقبلون أبا حمزة الصّوفي في قدومه من مكة ، فإذا به قد شحب لونه. فقال الجريري : يا سيدي هل تتغير الأسرار إذا تغيرت الصفات؟ قال : معاذ الله ، لو تغيّرت الأسرار لتغيّر (٣) الصفات لهلك العالم ، ولكنه ساكن الأسرار فحماها (٤) وأعرض عن الصفات فلاشاها ، ثم تركنا وولّى وهو يقول :
كما ترى صيرني |
|
قطع قفار الدّمن (٥) |
شردني عن وطني |
|
كأنني لم أكن |
إذا تغيبت بدا |
|
وإن بدا غية بني |
يقول لا تشهد ما |
|
يشهد أو تشهدني |
أخبرنا الحسن عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي في كتابه ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن يحيى بن إبراهيم المزكي قال : أنبأنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين السلمي قال : سمعت الحسن بن أحمد قال : سمعت الرّقّي يقول : كان أبو حمزة يقول : اللهم ارحمني بكذبي.
سمعت (٦) أبا المظفر بن القشيري يقول : سمعت أبي يقول (٧) : سمعت أبا عبد الرّحمن السلمي يقول : [سمعت عبد الله بن محمّد يقول : سمعت جعفر بن محمّد بن نصير يقول : سمعت أبا علي الورّاق يقول : سمعت](٨) أبا (٩) حمزة البغدادي يقول : علامة الصّوفي الصادق أن يفتقر بعد الغنى ، ويذلّ بعد العزّ ، ويخفى بعد الشهرة ، وعلامة الصّوفي الكاذب
__________________
(١) الخبر في تاريخ بغداد ١ / ٣٩٢.
(٢) سمنان : بلدة بين الري ودامغان ، وهي بكسر السين عند أهل الحديث (راجع معجم البلدان).
(٣) بالأصل : لتغيرت ، والمثبت عن م ، وت ، ود ، وتاريخ بغداد.
(٤) بالأصل وم وت ود : فحملها ، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(٥) الدمن واحدتها دمنة ، وهي آثار الناس.
(٦) كتب فوقها بالأصل وم وت : ملحق.
(٧) الخبر رواه القشيري في الرسالة القشيرية ص ٢٨٠ (ط بيروت).
(٨) ما بين معكوفتين استدرك على هامش الأصل.
(٩) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.