ثم لاحت برقة على جدار ، فقال : هذه المدينة ادخلها وانتظر أصحابك ، فدخلت فأقمت أربعة عشر يوما إلى أن قدم أصحابي.
أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمّد الأصبهاني ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين بن زكريا الطّريثيثي ـ ببغداد ـ أنبأنا أبي أبو الحسين ، أنبأنا أبو سعد الماليني قال : سمعت أبا القاسم عبد الواحد بن أحمد بن إبراهيم الشيرازي يقول : سمعت أبا أحمد عبد الله بن محمّد المفسّر يقول :
أقام أبو بكر محمّد بن سيّد حمدويه خمسين سنة ما استند ، ولا مدّ رجله بين يدي الله هيبة له (١).
أنبأنا أبو محمّد بن صابر ، أنبأنا أبو الحسين بن الحنّائي ، أنبأنا أبي ، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر ، حدّثني عمر بن البرّي أن المعلّم بن سيّد حمدويه أضاف به قوم ، فقال لرجل من أصحابه : جئني بشواء ورقاق ، فقدّمه إليهم ، فقالوا : يا أبا بكر ما هذا من طعامنا ، فقال : أيش طعامكم؟ قالوا : البقل ، فأمر من يجيئهم ببقل ، فأكلوا وأكل هو الشواء والخبز ، وقاموا هم يصلون بالليل ونام المعلّم على ظهره ، وصلّى بهم صلاة الغداة وهو على طهارة العتمة ، وقال لهم : تخرجون بنا نتفرج؟ فخرجوا إلى الحد عشرية (٢) عند البريكة فأخذ رداءه فألقاه على الماء وصلّى عليه ، ودفع إليّ الرداء ولم يصبه ماء (٣) ، ثم قال : هذا عمل الشواء ، فأين عمل البقل؟!
أنبأنا أبو محمّد بن صابر ، وأبو الحسين أحمد بن سلامة قالا : أنبأنا ابن الحنّائي ، أنبأنا أبي ، حدّثنا أبو الفرج بن المعلّم ـ يعني ـ محمّد بن عبد الله ، حدّثنا عمر بن البرّي قال :
مات بعض تلامذة المعلم بن سيّد حمدويه ، فخرجنا ، فصلّينا عليه ودفناه ، ورجعنا ، فقرأ رجل في المسجد فزعق بعض أصحاب الشيخ فمات ، فأعجب القارئ بذلك ، وقال للشيخ : مات الرجل ، فقال الشيخ : إنّما مات من القرآن لا منك ، فقال له المعلّم : الله حسبي الله ، فمات الرجل ، فقال : خذوا في أمرهما واحدة بواحدة (٤).
__________________
(١) سير أعلام النبلاء ٤ ١ / ١١٢.
(٢) عنى بالماء هنا نهر بردى ، فنهر بردى يمر في هذا الموضع ، حيث يمثل الحد عشرية بداية غوطة دمشق الشرقية.
(٣) سير أعلام النبلاء ٤ ١ / ١١٢.
(٤) كذا بالأصل : «واحدة بواحدة» وفي م ، ود ، وت : واحد بواحد.