قال : وأنبأنا ابن الحنائي ، أنبأنا أبي ، أنبأنا أبو الفرج ، حدّثنا عمر بن البرّي قال :
جاء رجل إلى أستاذنا المعلم ابن سيّد حمدويه الدمشقي فقال له : يا أبا بكر ، بلغني عنك أن الخضر ـ عليهالسلام ـ كثير الزيارة لك ، فإن رأيت أن تريني إيّاه ، فلعل الله ينفعني برؤيته ، فقال المعلّم : أفعل ذلك ، فلما جاء الخضر إلى عند المعلم ، قال له المعلّم ما قال له الرجل ، فقال له الخضر : قل له يجلس في جامع دمشق عند خزانة الزيت ، فأنا ألقاه إن شاء الله ، ثم جاء الرجل إلى المعلّم فأخبره بما قال له الخضر ، فجاء الرجل ، فجلس في الجامع عند خزانة الزيت ، فلم ير لذلك أثرا ، ثم جاء إلى ابن سيّد حمدويه فقال له : يا معلّم ما جاءني الخضر كما وعدتني ، فقال له المعلّم : إنّ الخضر قد جاء إلى عندي وقال لي : إنه رآك جالسا عند خزانة الزيت في الجامع وجلس عندك وسلّم عليك ، فقلت له : قم يا هذا إلى موضع غيره ، ما وجدت في الجامع موضعا غير هذا تجلس فيه؟ ما كنت بالذي أسلّم على رجل يتكبّر على الفقراء ، فقال الرجل : يا معلّم قد كان هذا الحديث كله وما أعود إلى مثل هذا ، قال المعلّم : ليس إلى هذا سبيل ، قيل لعمر بن البرّي : أنت سمعت هذا من المعلّم؟ فقال : والله ما قلت عن المعلّم إلّا ما سمعت منه ورأيته في هذه الحكاية ، وغيرها.
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن سليم ، حدّثنا أبو بكر بن مردة ، حدّثنا (١) أبو أحمد العسّال ، حدّثني أبو العباس بن أبي خيرة قال : سمعت أبا حفص يقول : تركنا المعلم أغنياء لا نفتقر بعده ، وتركنا فقراء لا نستغني بعده ، فسألت أبا حفص عن علم ذلك؟ فقال : أغنانا بأخلاقه وآدابه عن غيره ، وأفقرنا بعده من وجود مثله.
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل قال : قرئ على جدي أبي محمّد ـ وأنا أسمع ـ عن أبي علي الأهوازي ، أنبأنا طلحة بن أسد بن المختار الرقّي ، قال : سألت أبا الفرج ـ يعني ـ الموحّد بن إسحاق بن البرّي عن موت المعلّم ابن سيّد حمدويه فقال : توفي سنة ثلاثمائة ، وكذا ذكر أبو هشام المؤدّب.
قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن أبي محمّد التميمي ، أنبأنا مكي بن محمّد ، أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال : وأبو بكر بن سيّد حمدويه يوم الأحد قبل الظهر لثماني ليال بقين من
__________________
(١) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.