أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد ، أنا محمّد بن معاوية النيسابوري ، نا عبد الله بن جعفر قال :
حدثتنا أم بكر بنت مسور أنّ النبي صلىاللهعليهوسلم قسم قسما فأخطأ ذلك مخرمة ، فقال له مخرمة : أي رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ما كنت أرى أن تقسم في قريش قسما فتخطئني ، قال : «فإنّي فاعل يا خالي إذا جاءني شيء» ، فما لبث أن جاءه قباء من ديباج أو حرير مزرور بالذهب ، فوضعه بين يديه ، فجعل كلما جاءه إنسان يخشى أن يسأله ، قال : «هذا لخالي مخرمة» ، حتى جاء مخرمة فأعطاه [١١٩٥٤].
أخبرنا أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد ، أنا أبو الطيّب عبد الرزّاق بن عمر بن موسى ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا محمّد بن الحسن بن قتيبة ، نا أبو خالد يزيد بن عبد الله ابن موهب ، وعيسى بن حمّاد زغبة (١) ، قالا : نا الليث ، عن ابن أبي مليكة ، عن المسور بن مخرمة قال :
قسم رسول الله صلىاللهعليهوسلم أقبية (٢) ، ولم يعط مخرمة شيئا. قال مخرمة : يا بني ، انطلق بنا إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فانطلقت معه ، قال : ادخل ، فادعه لي ، قال : فدعوته له ، فخرج إليه وعليه قباء منها ، قال : «خبأت هذا لك» ، قال : فنظر إليه ، وقال : «رضي مخرمة» [١١٩٥٥].
لفظ أبي خالد.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن ، أنا أبو عمرو بن
__________________
ادخل فادع لي رسول الله صلىاللهعليهوسلم فدخلت على رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأنا غلام ، فقلت : يا رسول الله هذا أبي على الباب يدعوك ، فقام إليه ، وأخذ قباء من ديباج مزررا بالذهب ، فقال له يا رسول الله ، أين نصيبي من الثياب التي قسمت بين أصحابك؟ فقال : «هذا قباء خبأته لك يا أبا صفوان» فأخذه وقال : وصلتك رحم ، وأرسل رسول الله صلىاللهعليهوسلم من ذلك المال بطائفة إلى أهل مكة فوصلهم به ، وكان الذي بعث به معه ابن الحضرمي ، وقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «التمس رجلا يصحبك» فأتاه فقال : قد وجدت رجلا ، فقال : «من وجدت؟» قال : وجدت فلانا الصيمري. قال : فأخرج به معك والبكري أخوك ولا تأمنه» قال : فخرجنا حتى إذا كنا بنافج وهي من حرة ابن صيمرة ، قال لابن الحضرمي : إن هاهنا أناسا من قومي آتيهم فأسلم عليهم ، فأخذت بهم عهدا فانتظرني ، فقال : يا قوم ، إن هذا مال بعث به رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى قومه ، وإنما أنتم قومه امشوا إليه فخذوه ، والله ما كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول فيه شيئا ، فلما جاءوا نافج وجدوا الرجل قد ارتحل ، فسأل عنه ، فقالوا : والله ما هو إلّا أن وليت ، فذهب ، فرجع أصحابه وخرج حتى أدرك صاحبه.
(١) رسمها في «ز» : «وع؟؟؟ ة» وفوقها ضبة.
(٢) أقبية جمع قباء ، بكسر القاف ، نوع من الثياب.