طاهر المخلّص ، نا عبيد الله بن عبد الرّحمن ، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة ، حدّثني أبو عبيد قال : سنة أربع وثمانين ومائة فيها مات مروان بن شجاع الجزري.
٧٣١٩ ـ مروان بن عبد الله بن عبد الملك بن مروان بن الحكم
ابن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس الأموي
من وجوه بني مروان.
كان عاملا للوليد بن يزيد على حمص ، وكان موصوفا بالنسك والتعبّد.
قرأت على أبي الوفاء حفّاظ بن الحسن بن الحسين ، عن عبد العزيز الكتّاني ، أنا عبد الوهّاب الميداني ، أنا أبو سليمان بن زبر ، أنا عبد الله بن أحمد بن جعفر (١) ، أنا محمّد بن جرير (٢) ، حدّثني أحمد بن زهير ، عن علي بن محمّد قال :
كان مروان بن عبد الله بن عبد الملك عاملا للوليد على حمص ، وكان من سادة بني مروان نبلا وفضلا وكرما وجمالا ، فلما قتل الوليد بلغ أهل حمص قتله ، فأغلقوا أبوابها ، وأقاموا النوائح والبواكي [على الوليد ، وسألوا عن قتله ، فقال بعض من حضرهم ، ما زلنا منتصفين من القوم قاهرين لهم](٣) حتى جاء العباس بن الوليد فمال إلى عبد العزيز بن الحجّاج ، فوثب أهل حمص ، فهدموا دار العبّاس وانتهبوها ، وسلبوا حرمه ، وأخذوا بنيه فحبسوهم ، وطلبوه فخرج إلى يزيد بن الوليد ، وكاتبوا الأجناد ودعوهم إلى الطلب بدم الوليد ، فأجابوهم ، فكتب أهل حمص كتابا بينهم ألّا يدخلوا في طاعة يزيد ، وإن كان وليّا (٤) عهد الوليد حيّين فالبيعة لهما وإلّا جعلوها لخير من يعلمون ، على أن يعطيهم العطاء [من](٥) المحرّم إلى المحرّم ، ويعطي الذرية ، وأمروا عليهم معاوية بن يزيد بن حصين ، فكتب إلى مروان بن عبد الله بن عبد الملك بن مروان ، وهو بحمص في دار الإمارة ، فلما قرأه قال : هذا كتاب حضره من الله حاضر ، وتابعهم على ما أرادوا.
فلما أبلغ يزيد بن الوليد خبرهم ، وجّه إليهم رسلا فيهم : يعقوب بن عمير بن
__________________
(١) أقحم بعدها بالأصل وبقية النسخ : أنا محمد بن جعفر.
(٢) الخبر رواه الطبري في تاريخه ٧ / ٢٦٢ وما بعدها.
(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م و «ز» ، ود وتاريخ الطبري.
(٤) بالأصل ، و «ز» ، وم : «واليا» والمثبت عن تاريخ الطبري.
(٥) زيادة لازمة عن تاريخ الطبري.