الأهوازي ، نا أبو عمر حمزة بن القاسم الهاشمي ، نا حنبل بن إسحاق بن حنبل ، نا أحمد بن محمّد بن الوليد الأزرقي ، نا عبد الرّحمن بن حسن عن أبيه.
أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى الجراح بن عبد الله : أمّا بعد ، فإنه بلغني أنك كنت لمخلد بن يزيد ، والمهلب بن يزيد ولآل المهلب أمّا فرشت فأنامت أولادها.
فكتب إليه الجرّاح : أما بعد يا أمير المؤمنين ، كتبت إليّ في عهدك أن لا أوثق أحدا من خلق الله تعالى وثاقا يمنع صلاة ، ولا أبسط على أحد من خلق الله عذابا ، فأنت ـ يا أمير المؤمنين ـ الأم التي فرشت فأنامت ، لمخلد بن يزيد ، ولآل المهلب ولجميع رعيتك.
قال : وكان قد أوثقه في سلسلة بركن قال : فدعا مخلدا ، فقال : إن شئت أن تفتر عندنا على حالك التي أنت عليها ، وإن شئت أن ألحقك بأمير المؤمنين ، ولا أراه إلّا خيرا لك ، قال : فألحقني بأمير المؤمنين ، قال : فدفعه إليه ، فأطلقه عمر بن عبد العزيز.
قرأت بخط عبد الوهّاب الميداني ـ في سماعه من أبي سليمان بن زبر ـ أنا أبي ، أنا عبد الله بن أبي سعد ، نا محمّد بن عبد الله بن طهمان ، حدّثني قبيصة بن عمر المهلبي قال (١) :
لما حبس عمر بن عبد العزيز يزيد بن المهلّب وقد كان فتح جرجان وطبرستان وأخذ صول (٢) رئيسا من رؤسائهم (٣) فأصاب أموالا كثيرة ، وعروضا كثيرة ، فكتب إلى سليمان بن عبد الملك : إنّي قد فتحت طبرستان وجرجان ، ولم يفتحهما (٤) أحد من الأكاسرة ، ولا أحد ممن كان بعدهم غيري ، وأنا باعث إليك بقطران عليها الأموال والهدايا ، يكون أولها عندك وآخرها عندي.
فلمّا أفضت الخلافة إلى عمر بعد ذلك بيسير وهلك سليمان أخذه عمر بهذه العدة لسليمان فحبسه ، فقدم مخلد ابنه فلما صار بالكوفة أتاه حمزة بن بيض في جماعة من أهل الكوفة ، فقام بين يديه فقال :
أتيناك في حاجة فاقضها |
|
وقل مرحبا يجب المرحب |
__________________
(١) الخبر في وفيات الأعيان ٦ / ٢٨٥ ـ ٢٨٦ نقلا عن ابن عساكر.
(٢) قال ابن خلكان : كان صاحب جرجان ، وهو جد إبراهيم بن العباس الصولي وأبي بكر محمد بن يحيى الصولي الأديبين الشاعرين المشهورين.
(٣) بالأصل : رؤوساءهم.
(٤) بالأصل ، و «ز» ، وم ود : بفتحها ، والمثبت عن وفيات الأعيان.