كانت لمذعور أختان : هنيدة وأم صفية ، فأمّا أم صفية فكانت تقيم (١) الأيتام والمساكين ، وأما هنيدة فكانت امرأة عابدة ، قال : فقالتا له (٢) حين يخرج به : أوصنا؟ قال : فقال : اعملا فكأنكما قد أتيتما.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيوية ، نا يحيى بن محمّد ، حدّثنا الحسين بن الحسن ، أنا ابن المبارك (٣) ، أنا سليمان بن المغيرة ، عن أبيه ، عن أم صفية وهنيدة أختي مذعور قالتا : لما انطلق مذعور إلى الشام قلنا له : أوصنا ، فقال : يا بنتي أمي ، اعملا في هذا الليل والنهار فإنكما قد أتيتما ، أو قال : رأيتما.
قال (٤) : وسمعت ثابتا يذكر عن مطرف قال : إن كان أحد من هذه [الأمة](٥) ممتحن القلب ، إن مذعورا لممتحن القلب.
أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا ابن الفضل ، أنا عبد الله ، نا يعقوب (٦) ، نا عمرو ، نا سليمان ، نا ثابت قال : قال مطرف : إن كان من هذه الأمة أحد ممتحن القلب ، فإنّ مذعورا ممتحن القلب.
قال (٧) : ونا عمرو ، نا سليمان ، نا قتادة قال : قال مطرف بن عبد الله الشخير : إن كان مذعورا ليزورنا فيفرح به أهلنا.
قال (٨) : ونا عمرو ، نا سليمان قال : قال لي ثابت : إنّي لأحبك كحبّ مذعور ، ولقرابتك (٩) من مذعور.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأبو منصور ابن العطّار ، قالا : أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا عبيد الله السكري ، نا زكريا المنقري ، نا
__________________
(١) تحرفت بالأصل إلى : تضمر.
(٢) كذا بالأصل ، وم ، ود ، و «ز» ، وفي المعرفة والتاريخ بعدها بياض ، وأشار محققه بالهامش إلى وجود كلمة مطموسة بالأصل.
(٣) رواه عبد الله بن المبارك في الزهد والرقائق ص ٥٣٠.
(٤) الزهد والرقائق ص ٥٣١.
(٥) سقطت من الأصل ، واستدركت عن م ، و «ز» ، ود ، والزهد.
(٦) المعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان الفسوي ٢ / ٩٢.
(٧) المعرفة والتاريخ ٢ / ٩١.
(٨) المعرفة والتاريخ ٢ / ٩٢.
(٩) في المعرفة والتاريخ : أو لقد آتيك من مذعور.