قالا : أنا الصلت بن مسعود ، نا مرجّى بن وداع ، عن غالب القطّان ، عن الحسن قال :
بينما نحن جلوس مع الحسن إذ أقبل علينا أعرابي بصوت له جهوري ، كأنه من رجال شنوءة ، فوقف علينا ، فقال : السّلام عليكم ، حدّثني أبي عن جدي قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من سلّم على قوم فقد فضلهم بعشر حسنات ، وإن ردّوا عليه» [١١٩٧٣].
قال أبو أحمد : ومرجّى لم يحضرني له غير هذا.
أخبرنا أبو القاسم الواسطي ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار ، أنا إسماعيل بن محمّد الصفّار ، حدّثني العباس بن محمّد الدوري ، نا أبو سلمة التبوذكي ، نا المرجّى بن وداع قال : قال غالب القطّان :
جاءت امرأة إلى ابن سيرين فقالت : يا أبا بكر ، امرأة رأت في بيتها حجرين ، يخرج من رأس الحجرين حيّتان فيقوم إليهما رجلان فيجتلبان من رءوسهما لبنا.
فقال ابن سيرين : الحية لا تحتلب لبنا إنّما تحتلب السمّ ، هذه امرأة يدخل عليها رجلان من رءوس الخوارج يخبرانها أن السنة والفطرة ما يدعوانها إليه ، وإنّما يدعوانها إلى الشرّ.
فقالت المرأة : صدقت يا أبا بكر ، صدقت يا أبا بكر ، ما زلنا نعرف مولاتنا حتى دخل عليها فلان وفلان ، فأنكرناها منذ دخلا عليها.
قرأت بخط رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم النسيب ، وأبو الوحش بن المقرئ عنه ، أنا أحمد بن محمّد بن يوسف بن دوست البزّار ، نا علي بن محمّد بن أحمد المصري الواعظ ، نا علي بن سعيد الرّازي ، نا أحمد بن إبراهيم ، نا محمّد بن عبيدة (١) ، نا يحيى بن راشد ، نا مرجّى بن وداع الدمشقي قال :
دخلنا على عطاء السلمي (٢) وهو يوقد تحت قدر له ، فقال له بعض أصحابنا : أيسرك أنك أحرقت بهذه النار ولم تبعث؟ قال : أتصدقونني؟ فو الله لوددت أني أحرقت بها ، ثم أحرقت بها ولم أبعث.
كذا وجدته بخط رشأ ولعل مرجّى أصله من البصرة ، ونسب إلى دمشق لدخوله إليها إن كان دخلها ، إن لم يكن تصحّف الراسبي بالدمشقي ، والله أعلم.
__________________
(١) في «ز» : عبيد.
(٢) في «ز» وم : عطاء السليمي.