وسافر إلى بغداد وأصبهان ، وكانت له يد طولى في علم العربية والكتابة والشعر ، وكان حافظا للقرآن ، حسن التلاوة له ، كثير الصوم ، شديد البأس والنجدة في الحرب ، ونسخ بخطه سبعين ختمة بخط حسن.
حدّثني ابنه [الأمير](١) أبو عبد الله محمّد بن مرشد وكتبه لي بخطّه قال : مات عمي أبو المرهف نصر بن علي ، وأوصى بشزر (٢) لوالدي فقال : لا وليتها ولا خرجت من الدنيا [إلّا](٣) كما دخلت إليها ، فولّاها أخاه أبا العساكر سلطان بن علي ، فاصطحبا العمل صحبة مدة من الزمان ، وأنا قد نشأنا ، ولم يكن لعمي أبي العساكر ولد ، فلحقه الحسد على كون أخيه له عدة من الولد ، ولم يكن له سوى بنات ، ثم رزق أولادا صغارا ، فصار كلّما رأى صغرهم (٤) ورأى أولاد أخيه قد سدّوا مكان أبيهم تضاعف الحسد ، فكتب إلى والدي شعرا ، فأجابه بقصيدة منها (٥) :
ظلوم أبت في الظلم إلّا تماديا |
|
وفي الصّدّ (٦) والهجران إلّا تناهيا |
ولا ناسيا ما أودعت (٧) من عهودها |
|
وإن هي أبدت جفوة وتناسيا |
شكت هجرنا والذنب في ذاك ذنبها |
|
فيا عجبا من ظالم جاء شاكيا |
وطاوعت الواشين فيّ وطال ما |
|
عصيت عذولا في هواها وواشيا |
ومال بها تيه الجمال إلى القلا |
|
وهيهات أن أمسي لها الدهر قاليا |
ولما أتاني من قريضك جوهر |
|
جمعت المعاني فيه والمعاليا |
وكنت هجرت الشعر حينا لأنه |
|
تولى برغمي حين ولّى شبابيا |
وأين من الستين (٨) لفظ مفوّق |
|
إذا رمت أدنى القول منه عصانيا |
ومنها :
وليت في الحرب الضّروس بمهجتي |
|
على حرس عمي يجيب المناديا |
__________________
(١) زيادة عن د.
(٢) تحرفت بالأصل ، و «ز» ، وم : «بشيراز» وفي د : «شيرز».
(٣) زيادة لازمة عن المختصر ، سقطت من كل النسخ.
(٤) بالأصل ود ، وم ، و «ز» : صغرهما.
(٥) بعض الأبيات في فوات الوفيات ومعجم الأدباء.
(٦) بالأصل : الصدق ، والمثبت عن بقية النسخ ، والمصدرين.
(٧) في معجم الأدباء والفوات : استودعت.
(٨) تقرأ بالأصل : «الشيئين» والمثبت عن م ، و «ز» ، ود.