ليلة تمخّض بالقيامة في صبيحتها تقوم الساعة ، يا عمر ، ولقد كدت أن أنسى اسمك مما أسمع ، قال الأمير ، وقال الأمير ، فو الله ما هو إلّا أن قال ذلك فكأنما كشفت عن وجهي غطاء ، فذكّروا أنفسكم ـ رحمكم الله ـ فإن الذكرى تنفع المؤمنين.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، نا عبد الله بن المبارك قال عمر بن عبد العزيز لمزاحم ـ قال : وكان مزاحم مولاه وكان فاضلا ـ قال : إنّ هؤلاء القوم ـ يعني أهله ـ اقطعوا ، فذكر الحكاية ، وقد تقدمت في ترجمة عمر بن عبد العزيز.
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد ، أنا أبو نعيم الحافظ ، ثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، نا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثني أبي ، نا المعتمر بن سليمان الرقّي قال : قال ميمون بن مهران (١) : ما رأيت ثلاثة في بيت خيرا (٢) من عمر بن عبد العزيز ، وابنه عبد الملك ، ومولاه مزاحم.
[قال ابن عساكر :](٣) كذا فيه ، وقد سقط منه : فرات بن سليمان بين معمر وميمون.
وكذلك رواه حنبل بن إسحاق عن أحمد.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا محمّد بن هبة الله ، أنا محمّد بن الحسين ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (٤) ، نا الربيع بن روح ، نا حنظلة بن عبد العزيز بن ربيع بن سبرة بن معبد الجهني ، حدّثني أبي عن أبيه قال :
قلت لعمر بن عبد العزيز وقد هلك ابنه وأخوه ومولاه مزاحم في أيام : يا أمير المؤمنين ، وما رأيت رجلا أصيب في أيام متوالية بأعظم من مصيبتك ، ما رأيت مثل ابنك ابنا ، ولا مثل أخيك أخا ، ولا مثل مولاك مولى ، قال : فسكن (٥) ساعة ثم قال لي : كيف قلت يا ربيع؟ فأعدتها عليه ، فقال : لا والذي (٦) قضى عليهم بالموت ما أحبّ أن شيئا من ذلك كان لم يكن من الذي أرجو من الله [تعالى فيهم](٧).
__________________
(١) تهذيب الكمال ١٨ / ٢٩.
(٢) بالأصل و «ز» ، وم ، ود : «خير» والمثبت عن تهذيب الكمال.
(٣) زيادة منا.
(٤) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ١ / ٦١٠.
(٥) كذا بالأصل والمختصر ، وفي «ز» د : «فنكس» وفي المعرفة والتاريخ : فنكس.
(٦) من قوله : مولى ... إلى هنا سقط من م.
(٧) اللفظتان استدركتا عن هامش الأصل.