ما كان مسروق يوجد إلّا وساقاه قد انتفختا من طول الصلاة ، قالت : والله إن كنت لأجلس خلفه فأبكي رحمة له.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، وأخوه أبو بكر ، قالا : أنا عبد الرّحمن بن علي بن محمّد ، أنا يحيى بن إسماعيل بن يحيى ، أنا عبد الله بن محمّد بن الحسن ، نا عبد الله بن هاشم الطوسي ، نا وكيع ، نا حمّاد بن زيد ، عن أنس بن سيرين ، عن امرأة مسروق ، أن مسروقا كان يصلي حتى ترم قدماه ، وتجلس امرأته خلفه فتبكي مما يصنع بنفسه (١).
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو بكر محمّد بن هبة الله ، أنا محمّد بن الحسين ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان (٢) ، نا أبو النعمان ، نا حمّاد بن زيد ، عن أنس بن سيرين قال :
بلغنا بالكوفة أن مسروقا كان يفر من الطاعون ، فأنكر ذاك محمّد قال : وقال : انطلق بنا إلى امرأته نسألها ، قال : فدخلنا عليها ، فسألناها عن ذلك ، فقالت : كلا والله ، ما كان يفر ، ولكنه كان يقول : أيام تشاغل فأحبّ أن أخلو للعبادة ، وكان شيخا (٣) يخلو للعبادة ، قالت : فربما جلست خلفه أبكي مما أراه يصنع بنفسه ، وكان يصلي حتى تورمت قدماه ، قالت : وسمعته يقول : الطاعون ، والبطن ، والنّفساء ، والغرق ، من مات فيهن مسلما فهي له شهادة.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه ، نا ـ وأبو منصور بن عبد الملك ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٤) ، أنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثني أبي ، نا يعقوب بن أحمد بن ثوابة ـ بحمص ـ نا سعيد بن عثمان التنوخي ، نا علي بن الحسن السامي ، نا سفيان الثوري ، عن فطر ابن خليفة ، عن الشعبي قال :
غشي على مسروق بن الأجدع في يوم صائف ، وهو صائم ، وكانت عائشة زوج النبي صلىاللهعليهوسلم قد تبنته ، فسمى ابنته عائشة ، وكان لا يعصي ابنته شيئا ، قال : فنزلت إليه فقالت : يا أبتاه أفطر واشرب ، قال : ما أردت بي يا بنية؟ قالت : الرفق ، قال : يا بنية ، إنّما طلبت الرفق لنفسي في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة.
__________________
(١) كتب بعدها في «ز» ، ود :
آخر الجزء الخامس والستين بعد الأربعمائة من الأصل.
(٢) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ٢ / ٥٦٠ ـ ٥٦١.
(٣) بالأصل ، وم ، و «ز» ، ود : «يتنحى» والمثبت عن المعرفة والتاريخ.
(٤) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ٢٣٤ وسير أعلام النبلاء ٤ / ٦٧ ـ ٦٨ وتهذيب الكمال ١٨ / ٤٧.