حدّثني حديث أخي محارب بن دثار ، فحدّثته بالحديث فقال : اللهم إنك تعلم أنّي لم أجلس في هذا المجلس الذي ابتليتني به إلّا وأنا أحبه وأشتهيه فاكفني شر عواقبه ، ثم أخرج خرقة فوضعها على وجهه فما زال يبكي حتى قمت.
رواها غيره ، فقال الحسن بن عبد الله الضبي.
أخبرنا بها أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا عثمان بن أحمد ، نا حنبل بن إسحاق ، نا هلال بن العلاء ، نا إسحاق ، نا محمّد ابن بكر (١) الأخنسي ، نا الحسن بن عبد الله الضبّي قال :
[لما](٢) ولي محارب بن دثار القضاء أتيته وقد دخل المسجد ، فصلّى فيه قبل أن يجلس أربع ركعات ، ثم رفع يديه يدعو وقال : اللهم إن هذا مجلس لم أجلسه قط ، ولم أسألكه ، اللهم فكما ابتليتني به فسلّمني منه وأعنّي عليه ، قال : ثم بكى حتى بلّ دموعه خرقة كانت في يده ، قال : ثم قال : أشامتا جئت أو معزيا؟ قال : قلت : بل جئت مسلّما ، قال : فلما ولي ابن شبرمة أتيته قال : فلما دخل المسجد صلّى أربع ركعات قبل أن يجلس ثم قال : اللهم هذا مجلس كنت أشتهيه وأتمناه عليك ، [اللهم](٣) فكما ابتليتني به فسلّمني منه وأعنّي عليه.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو القاسم الحرفي ، أنا أحمد بن سلمان ، نا عبد الله بن أبي الدنيا قال : قال سلمة بن شبيب ، نا محمّد بن منيب ، حدّثني السري بن يحيى ، عن عنبسة بن الأزهر قال :
كان محارب بن دثار قاضي الكوفة قريب الجوار مني ، فربما سمعته في بعض الليل يقول ويرفع صوته : أنا الصغير الذي ربيته ، فلك الحمد ، وأنا الضعيف الذي قوّيته ، فلك الحمد ، وأنا الفقير الذي أغنيته ، فلك الحمد ، وأنا الصعلوك الذي موّلته فلك الحمد ، وأنا الأعزب الذي زوّجته ، فلك الحمد ، وأنا الساغب الذي أشبعته ، فلك الحمد ، وأنا العاري الذي كسوته ، فلك الحمد ، وأنا المسافر الذي صاحبته فلك الحمد ، وأنا الغائب الذي أدّيته فلك الحمد ، وأنا الراحل الذي حملته ، فلك الحمد ، وأنا المريض الذي شفيته ، فلك الحمد ، وأنا الداعي الذي أجبته ، فلك الحمد ؛ ربّنا ولك الحمد ، ربّنا حمدا كثيرا على كل حمد.
__________________
(١) في د : بكير.
(٢) زيادة لازمة عن د.
(٣) زيادة عن د.