لتضرب بمناقيرها وتقذف ما في حواصلها وتحرك أذنابها من هول يوم القيامة ، وإن شاهد الزور لا تقارّ قدماه على الأرض حتى يقذف به في النار» [١١٩٢٣] ثم قال للرجل : بم تشهد؟ قال : كنت أشهدت على شهادة وقد نسيتها أرجع فأتذكرها ، فانصرف ولم يشهد عليه بشيء.
قال ابن شاهين : تفرّد بهذا الحديث هارون عن عبد الملك ، وهو حديث غريب ما سمعناه إلّا من حديث سعد.
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى ، نا محمّد بن بكّار ، نا زافر ، عن أبي علي قال :
كنت عند محارب بن دثار فاختصم إليه رجلان ، فشهد على أحدهما شاهد قال : فقال الرّجل : لقد شهد عليّ بزور ولئن سألت عنه ليزكّينّ ، وكان محارب متكئا ، فجلس ثم قال : سمعت عبد الله بن عمر يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لم تزل قدما شاهد الزور من مكانهما حتى يوجب الله له (١) النار» [١١٩٢٤].
أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، وأبو المظفّر بن القشيري ، قالا : أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن ، أنا أبو عمرو بن حمدان.
ح وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أنا أبو القاسم السلمي ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، قالا : أنا أبو يعلى ، نا أبو معمر ، نا محمّد بن فرات قال :
اختصم إلى محارب ـ زاد ابن المقرئ : بن دثار ـ رجلان قال : فشهد على أحدهما رجل ، فقال المشهود عليه ، ما علمت إنه لرجل صدق وإن ـ وقال ابن حمدان : ولئن ـ سألت عنه ليحمدنّ أو ليزكينّ ، ولقد شهد عليّ بباطل ما أدري ما اجتره إلى ذلك ـ وقال ابن حمدان : ما أجرأه على ذلك ـ قال : وقال محارب : يا هذا ، اتّق الله ، فإني سمعت عبد الله بن عمر يقول : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «شاهد الزور لا تزول قدماه حتى تجب له النار ، وإنّ الطير يوم القيامة لتضرب بأجنحتها وترمي ما ـ وقال ابن المقرئ : بما ـ في أجوافها ما لها طلبة» [١١٩٢٥] والنبي صلىاللهعليهوسلم يعظ رجلا.
أخبرنا بالحديث مختصرا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل الفضيلي (٢) ، أنا أبو مضر
__________________
(١) بالأصل : «له الله» وفوقهما علامتا تقديم وتأخير.
(٢) بالأصل : الفضيل ، والمثبت عن د.