معاوية من الأوس ، وذكر بني حديلة من الخزرج ، فقال وولد مالك بن النجار معاوية وأمه حديلة فنسب إليها ، والظاهر أن قول القاضي «وهم من الأوس» ليس من كلام الزبير في هذا الموضع ، ولكن القاضي لما رأى قوله «وهم بنو معاوية» ظن أنهم بنو معاوية من الأوس ، وهذا موجب ما وقع للمطري من الخبط في هذا المحل ، حيث غاير بينهما مرة وجعلهما متحدين أخرى ، ولا يصح الجمع بما ذكره المراغي من احتمال أن يكون بنو معاوية بطنا أو فخذا من بني حديلة ؛ لما قدمناه.
وابتنى بنو مبذول ـ واسمه عامر بن مالك بن النجار ـ أطما يقال له «السلج» وأطما كان في دار آل حييّ بن أخطب كان لبني مالك بن مبذول ، وأطما كان في دار سرجس مولى الزبير التي إلى بقيع الزبير كان لآل عبيد بن النعمان أخي النعمان بن عمرو بن مبذول ، وبقيع الزبير ذكر في أماكن يؤخذ منها أنه كان في شرقي الدور التي تلي قبة المسجد النبوي إلى بني زريق ، وإلى بني غنم ، وإلى البقال (١) كما سيأتي.
ونزل بنو عدي بن النجار دارهم المعروفة بهم غربي المسجد النبوي ، على ما قاله المطري ، وكان بها الأطم الذي في قبلة مسجدهم ، وابتنوا أطما يقال له «أطم الزاهريرة» امرأة سكنته كان في دار النابغة عند المسجد الذي في الدار.
ونزل بنو مازن بن النجار دارهم المعروفة بهم قبلى بئر البصة ، وتسمى الناحية اليوم أبو مازن ، غيّرها أهل المدينة.
قال المطري : وابتنوا بها أطمين أحدهما يقال له «واسط» قلت : والذي يؤخذ من كلام ابن شبة الآتي في منازل القبائل أن منازل بني مازن كانت في قبلة المدينة شرقي منازل بني زريق قريبة منها ، والله أعلم.
ونزل بنو دينار بن النجار دارهم التي خلف بطحان المعروفة بهم ، وابتنوا أطما يقال له «المنيف» عند مسجدهم الذي يقال له مسجد بني دينار ، قاله ابن زبالة ، وقال المطري في بيان هذا المسجد : ودار بني دينار بن النجار بين دار بني حديلة ودار بني معاوية أهل مسجد الإجابة ، ودار بني حديلة عند بئر حاء ، اه.
ولا أدري من أين أخذ هذا ، وما ذكره ابن زبالة أقرب وأولى بالاعتماد لأمور سنذكرها في بيان مسجدهم.
قال ابن زبالة : وزعم بنو دينار أنهم نزلوا أولا دار أبي جهم بن حذيفة العدوي ، وكانت امرأة منهم هنالك ، وكان لها سبعة إخوة ، فوقفت على بئر لهم بدار أبي جهم ومعها مدرى لها من فضة فسقط منها في البئر ، فصرخت بإخوتها ، فدخل أولهم يخرجه
__________________
(١) البقال : اسم موضع.