سببه في الأصل ، وأفاد السهيلي أن الصحابة رضياللهعنهم أخذوا التأريخ بالهجرة من قوله تعالى : (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ) [التوبة : ١٠٨].
ابتداء التأريخ من الهجرة
وفي الصحيح أنهم لما قدموا قام أبو بكر للناس : أي يتلقاهم ، وجلس رسول الله صلىاللهعليهوسلم فطفق من جاء من الأنصار يحيى أبا بكر ، حتى أصابت الشمس رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأقبل أبو بكر حتى ظلل عليه بردائه ، فعرف الناس رسول الله صلىاللهعليهوسلم. وفي رواية موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال : وجلس رسول الله صلىاللهعليهوسلم صامتا ، فطفق من جاء من الأنصار ممن لم يكن رآه يحسبه أبا بكر ، حتى إذا أصابته الشمس أقبل أبو بكر بشيء أظله به ، وفي رواية ابن إسحاق : حتى رأينا أبا بكر ينحاز له عن الظل ، فعرفناه بذلك.
ونزل أبو بكر رضياللهعنه على حبيب بن إساف أحد بني الحارث بن الخزرج بالسنح ، ويقال : على خارجة بن زيد منهم.
وأقام علي رضياللهعنه بعد مخرجه صلىاللهعليهوسلم أياما ، قال بعضهم : ثلاثة ، حتى أدى للناس ودائعهم التي كانت عند النبي صلىاللهعليهوسلم وخلفه لردها ، ثم خرج فلحق رسول الله صلىاللهعليهوسلم بقباء ، فنزل على كلثوم بن الهدم ، قال فيما رواه رزين : فبينا أنا بائت عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا برجل يضرب باب امرأة ، فخرجت فأعطاها شيئا وانصرف ، ثم فعل ذلك ليلة ثانية أيضا ، فذكرت ذلك لها فقالت : هذا سهل بن حنيف يغدو كل ليلة على أصنام قومه فيكسرها ثم يأتي بها لأوقدها حطبا ، وقد علم أن ليس لي من الحطب شيء.
وروى يحيى عن عبد العزيز بن عبيد الله بن عثمان بن حنيف قال : لما نزل رسول الله صلىاللهعليهوسلم على بني عمرو بن عوف ، وقد كان بين الأوس والخزرج ما كان من العداوة ، وكانت الخزرج تخاف أن تدخل دار الأوس ، وكانت الأوس يخاف أن تدخل دار الخزرج ، وكان أسعد بن زرارة قتل نبتل بن الحارث يوم بعاث ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أين أسعد بن زرارة؟ فقال سعد بن خيثمة ومبشر بن عبد المنذر ورفاعة بن عبد المنذر : كان يا رسول الله أصاب منا رجلا يوم بعاث ، فلما كانت ليلة الأربعاء جاء أسعد إلى النبي صلىاللهعليهوسلم متقنّعا بين المغرب والعشاء ، فلما رآه رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : يا أبا أمامة ، جئت من منزلك إلى هاهنا وبينك وبين القوم ما بينك؟ قال أبو أمامة : لا والذي بعثك بالحق ما كنت لأسمع بك في مكان إلا جئت ، ثم بات عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم حتى أصبح ، ثم غدا فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم