وربما قيل للمرأة السليطة : سلقة ـ بكسر اللام ـ فتسميتها بذلك لاتساعها وبعدها عن جبالها ، أو للأوائها ، أو لشدة حرها وما كان بها من الحمى الشديدة ، أو لأن الله تعالى سلط أهلها على سائر البلاد فافتتحوها.
سيدة البلدان
الأربعون : «سيدة البلدان» لما أسنده الديلمي من الحلية لأبي نعيم عن ابن عمر مرفوعا «يا طيبة يا سيدة البلدان».
الشافية
الحادي والأربعون : «الشافية» لحديث «ترابها شفاء من كل داء» وذكر الجذام والبرص ، ولقد شاهدنا من استشفى بترابها من الجذام فنفعه الله به ، والاستشفاء بتربة صعيب من الحمى مشهور ، كما سيأتي ، ولما صح في الاستشفاء بتمرها ، وذكر ابن مسدي الاستشفاء من الحمى بكتابة أسمائها وتعليقها على المحموم ، وسيأتي أنها تنفي الذنوب فتشفى من دائها.
طابة وطيبة
الثاني والأربعون : «طابة» بتخفيف الموحدة. الثالث والأربعون : «طيبة» بسكون المثناة التحتية.
الرابع والأربعون : «طيّبة» بتشديدها. الخامس والأربعون : «طائب» ككاتب ، وهذه الأربعة مع اسمها المطيبة أخوات لفظا ومعنى ، مختلفات صيغة ومبنى ، وقد صح حديث «إن الله سمى المدينة طابة» وفي رواية «إن الله أمرني أن أسمي المدينة طابة» وروى ابن شبة وغيره : كانوا يسمون يثرب ، فسماها رسول الله صلىاللهعليهوسلم طيبة ، وفي حديث «للمدينة عشرة أسماء هي المدينة وطيبة وطابة» ورواه صاحب النواحي بلفظ طابت بدل طيبة ، وعن وهب بن منبه : والله إن اسمها في كتاب الله ـ يعني التوراة ـ طيبة وطابة ، ونقل عن التوراة تسميتها بالمطيبة أيضا ، وكذا بطابة والطيبة ، وتسميتها بهذه الأسماء إما من الطيب بتشديد المثناة ، وهو الطاهر ؛ لطهارتها من أدناس الشرك ، أو لموافقتها من قوله تعالى : (بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ) [يونس : ٢٢] أو لحلول الطيب بها صلىاللهعليهوسلم أو لكونها كالكير تنفي خبثها وينصع طيبها ، وإما من الطيب ـ بسكون المثناة ـ لطيب أمورها كلها ، وطيب رائحتها ، ووجود ريح الطيب بها ، قال ابن بطّال : من سكنها يجد من ترتبها وحيطانها رائحة حسنة ، وقال الإشبيلي : لتربة المدينة نفحة ، ليس طيبها كما عهد من الطيب ، بل هو عجب من الأعاجيب ، وقال ياقوت :