إلى المسلمين من المشركين المقداد بن عمرو بن الأسود وعتبة بن غزوان ، وكان حامل اللواء لعبيدة مصلح بن أثاثة.
أول راية عقدت في الإسلام
قلت : وذكر أبو الأسود في مغازيه عن عروة ، ووصله ابن عائذ من حديث ابن عباس : «أن النبي صلىاللهعليهوسلم لما وصل إلى الأبواء بعث عبيدة بن الحارث في ستين رجلا» وذكر القصة ، فيكون ذلك في السنة الثانية ، وبه صرّح بعض السير ، والله أعلم.
ثم عقد لواء لعمه حمزة على ثلاثين من المهاجرين ـ قيل : ومن الأنصار ـ ليتعرض عير قريش ، فلقي أبا جهل في ثلاثمائة راكب ، فحجب بينهم مجدي بن عمرو ، وكان حليفا للفريقين ، وانصرفوا من غير قتال ، وكان حامل لواء حمزة يومئذ أبو مرثد.
قلت : قدم بعضهم هذه على سرية عبيدة ، وقال : إن لواء حمزة أول لواء عقد في الإسلام ، ورجح ابن إسحاق الأول ، وقال : إنما أشكل أمرهما أن النبي صلىاللهعليهوسلم شيعهما جميعا ، وذكر أبو عمر أن أول راية عقدت لعبد الله بن جحش. وقيل : إن سرية حمزة هذه كانت في السنة الثانية ، والله أعلم.
زواج عائشة
ثم بنى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعائشة وهي بنت تسع ، وكان عقد بها في مكة قبل الهجرة بثلاث وهي بنت ست.
زواج سودة بنت زمعة
قلت : وعقد على سودة بنت زمعة بعد عائشة ـ وقيل : قبلها ، وبنى بها بمكة ـ وكان بناؤه بعائشة على رأس تسعة أشهر ـ وقيل : ثمانية ، وقيل ثمانية عشر شهرا ـ من قدومه ، والله أعلم.
ثم عقد لواء لسعد بن أبي وقاص في عشرين يريدون عير قريش في ذي القعدة ، فخرجوا على أقدامهم يكمنون (١) بالنهار ويسيرون بالليل ، وكان حامل اللواء لسعد المقداد بن عمرو ، فلم يجدوا شيئا ، ثم جاء أبو قيس بن الأسلت ليسلم ، فلقيه ابن أبيّ ابن سلول ، فقال : تربص (٢) حتى ترى ، فرجع فمات كافرا.
__________________
(١) يكمنون : يستخفون في مكمن لا يفطن له.
(٢) تربص : انتظر به خيرا أو شرّا يحل به.