نحن بنات طارق |
|
نمشي على النمارق |
والدر في المخانق |
|
والمسك في المفارق(١) |
إن تقبلوا نعانق |
|
ونفرش النمارق |
أو تدبروا نفارق |
|
فراق غير وامق |
(٢) يعني تحرضهم بذلك ، قال : فحمل عليها ، فنادت بالصحراء فلم يجبها أحد ، فانصرف عنها ، فقلت له : كل سيفك رأيته فأعجبني غير أنك لم تقتل المرأة ، قال : فإنها نادت فلم يجبها أحد ، فكرهت أن أضرب بسيف رسول الله صلىاللهعليهوسلم امرأة لا ناصر لها.
وفي الاكتفاء : ذكر الزبير رضياللهعنه أن سيف عبد الله بن جحش انقطع يوم أحد ، فأعطاه رسول الله صلىاللهعليهوسلم عرجونا ، فعاد في يده سيفا قائمه منه ، فقاتل به ؛ فكان ذلك السيف يسمى العرجون ، ولم يزل بعد يتوارث حتى بيع من بغا التركي بمائتي دينار.
وروى البزار برجال الصحيح عن بريدة أن رجلا قال يوم أحد : اللهم إن كان محمد على الحق فاخسف به ، قال : فخسف به.
وقال ابن إسحاق : قتل أصحاب لواء المشركين وهم تسعة بأحد واحد بعد واحد.
وقال غيره : أحد عشر آخرهم غلام لبني طلحة.
وقال ابن عقبة : وكان صاحب لواء المسلمين مصعب بن عمير أخو بني عبد الدار ، فبارز طلحة بن عثمان من بني عبد الدار فقتله ، وحمل المسلمون على المشركين حتى أجهضوهم (٣) ، وحملت خيل المشركين فنضحهم الرماة بالنبل ثلاث مرات ، فدخل المسلمون عسكر المشركين فانتهبوه ، فرأى ذلك الرماة ، فتركوا مكانهم ، ودخلوا العسكر ، فأبصر ذلك خالد ومن معه ، فحملوا على المسلمين في الخيل ، فمزقوهم ، وصرخ صارخ : قتل محمد ، أخراكم ، فعطف المسلمون يقتل بعضهم بعضا وهم لا يشعرون ، وانهزم طائفة منهم وتفرق سائرهم ، ووقع فيهم القتل ، وثبت نبي الله حين انكشفوا عنه وهو يدعوهم في أخراهم ، حتى رجع إليه بعضهم وهو عند المهراس في الشعب ، وتوجه النبي صلىاللهعليهوسلم يلتمس أصحابه ، فاستقبله المشركون فرموا وجهه فأدموه وكسروا رباعيته ، فمر مصعدا (٤) في الشعب ومعه طلحة والزبير ، وقيل : معه طائفة من الأنصار منهم سهل بن بيضاء والحارث بن الصمة ، واشتغل المشركون بقتلى المسلمين يمثلون بهم يقطعون الآذان
__________________
(١) الفرق : الفاصل بين صفين من الشعر. المخنق : العنق ، النحر.
(٢) الوامق : المحب الذي يحب الآخر لغير ريبة.
(٣) أجهضوهم : نحّوهم وأزالوهم.
(٤) صعّد في الشعب : نظر إلى أعلاه وأسفله يتأمله.