ما بقي منها زاد عثمان رضياللهعنه بعضه ، وما بقي دخل في دار مروان بن الحكم.
وروى يحيى في قصة زيادتها ما يصرح بأنها كانت ملاصقة بجدار المسجد النبوي ، بل روي أنه كان لها ميزاب يصب فيه ، وقد نقل يحيى أنها كانت فيما بين الأسطوان المربعة التي تلي دار مروان بن الحكم ، أي والباب الذي يلي دار مروان بن الحكم ؛ لما تقدم من دخول بعضها في دار مروان ؛ فوجب أن تكون المربعة المذكورة أول دار العباس وآخر المسجد النبوي.
السابع : ما قدمناه من أن المربعة الغربية إذا أطلقت ، فالمراد بها الأسطوانة التي كانت ركن صحن المسجد في المغرب عند نهاية المسقف القبلي قبل زيادة الرواقين الآتيين فيه ، وهي المثمنة اليوم ؛ فهي المرادة بما تقدم عن الجمهور من أن المسجد النبوي كان إلى الفرضتين اللتين في الأسطوانتين اللتين دون المربعتين الغربية والتي في القبر كما نقله ابن زبالة ، ولا شك أن الأسطوانة الخامسة من المنبر في جهة المغرب دون المربعة المذكورة ؛ لأن المربعة المذكورة هي السادسة من المنبر ، فوضح أنها المراد بذلك ، فيكون الجمهور على رواية أن المسجد كان مائة في مائة ، ومما يرجح هذه الرواية أيضا ما تقدم عن المحاسبي من تحديد مؤخر المسجد الأول نقلا عن مالك بعضادة الباب الثاني من باب جبريل ـ وهو باب النساء ـ وما سيأتي من أن باب الرحمة ـ ويعرف بباب عاتكة ـ لم يغيره عمر رضياللهعنه ، يعني أنه نقله فأخره فقط وجعله في تجاه الباب الأول ، لأنه زاد في المسجد من جهة المغرب ، وبين باب الرحمة وبين الحجرين اللذين ذكر أنهما حد المسجد من جهة الشام تفاوت ظاهر ؛ لتأخره عن موازاتهما كثيرا ، وكأنهما إنما جعلا هناك تميزا لفوهتي بالوعة عندهما الحجران المذكوران هناك ؛ فالذي يترجح في النقد رواية المائة وما ذكرناه من التحديد ، ويحتمل أن ابن النجار لما رأى اختلاف الروايات أراد الأخذ بالأقل لأنه المحقق فذكر التحديد المتقدم ، وتبعه من بعده ، على أنه اعتذر في أول كتابه بغيبة كتبه ، وأن الحفظ قد يزيد وينقص ، ولما اتضح ذلك للمقر الشجاعي شاهين الجمالي ناظر الحرم الشريف النبوي وشاد عمائره وشيخ خدامه اتخذ لأعالي الأسطوانة الخامسة من المنبر من صف الأساطين التي في قبلة المنبر طرازا متصلا بالسقف منقوشا فيه أن ذلك هو الذي استقر عليه الأمر في نهاية المسجد النبوي وحده ، فالله تعالى يوفقه للمداومة على حفظ الحدود ، ويلحقه بالمقر بين الشهود.
ويتفرع على ذلك مسألة ذكرها النووي فقال في شرح مسلم والمناسك وغيرهما : إن الصلاة إنما تتضاعف في المسجد الذي كان في زمنه صلىاللهعليهوسلم دون بقية الزيادات ، ولم يحك غيره ، لكن الخطيب بن حملة نقل عن المحب الطبري أن المسجد المشار إليه في حديث