فأصبحت منفيّا على غير ريبة |
|
وقد كان لي بالمكّتين مقام |
والظاهر : أن المراد المدينة ؛ لأن قصة عثمان ونصر بن حجاج كانتا بها ، وأطلق ذلك لانتقال أهل مكة أو غالبهم إليها وانضمامهم إلى أهلها ، وقد ذكر البرهان القيراطي المكتين في أسماء مكة ، قال التقي الفاسي : ولعله أخذه من قول ورقة بن نوفل :
ببطن المكتين على رجائي
قال السهيلي : ثنّى مكة ـ وهي واحدة ـ لأن لها بطاحا وظواهر (١) ، وإنما مقصد العرب في هذه الإشارة إلى جانبي كل بلدة ، أو أعلى البلد وأسفلها ، فيجعلونها اثنين على هذا المعنى ، انتهى. ويحتمل أن تكون التثنية فيما استشهدنا به من قبيل التغليب وأن المراد مكة والمدينة ، فيسقط الاستشهاد به.
المكينة
الخامس والثمانون : «المكينة» لتمكنها في المكانة والمنزلة عند الله تعالى.
مهاجر الرسول
السادس والثمانون : «مهاجر رسول الله صلىاللهعليهوسلم» ؛ لقوله : «المدينة مهاجري».
الموفية
السابع والثمانون : «الموفّية» بتشديد الفاء ـ من التوفية ، ويجوز تخفيفها ، إذ التوفية والإيفاء بمعنى ؛ سميت به لتوفيتها حق الواردين ، وإحسانها نزل الوافدين حسّا ومعنى ، أو لأن سكانها من الصحابة الموفون بما عاهدوا الله عليه.
الناجية
الثامن والثمانون : «الناجية» بالجيم من نجا إذا خلص أو أسرع ، أو من نجاه وناجاه سارّه ، أو من النّجوة للأرض العالية ، سميت بذلك لنجاتها من العتاة والطاعون والدجال ، ولإسراعها في الخيرات ، وسبقها إلى حيازة السبق بأشرف المخلوقات ، ولارتفاع شأنها بين الورى ، ورفع أجاجيرها على أجاجير القرى.
نبلاء
التاسع والثمانون : «نبلاء» نقل من كراع ، وأظنه بفتح النون وسكون الموحدة ممدودا ، من النبل ـ بالضم والسكون ـ وهو الفضل والنجابة ، ويقال : امرأة نبيلة في الحسن ، بينة النبالة ، وأنبل النخل : أرطب ، والنّبلة ـ بالضم ـ الثواب والجزاء والعطية.
__________________
(١) البطاح : الباطن. الظواهر : الظاهر.