ألا ليت شعري
البيتين.
ورواه ابن زبالة بلفظ : «لما قدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم المدينة وعك أصحابه ، فخرج يعود أبا بكر ، فوجده يهجر (١) ، فقال : يا رسول الله :
لقد لقيت الموت قبل ذوقه
البيت المتقدم ، فخرج من عنده ، فدخل على بلال فوجده يهجر وهو يقول :
ألا ليت شعري
البيتين المتقدمين ، ودخل على أبي أحمد بن جحش فوجده موعوكا ، فلما جلس إليه قال :
وا حبذا مكّة من وادي |
|
أرض بها تكثر عوّادي |
أرض بها تضرب أوتادي |
|
أرض بها أهلي وأولادي |
أرض بها أمشي بلا هادي |
فخرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم فدعا أن ينقل الوباء من المدينة فيجعله بخم.
وفي رواية له أنه «أمر عائشة بالذهاب إلى أبي بكر ومولييه ، وأنها رجعت وأخبرته بحالهم ، فكره ذلك ، ثم عمد إلى بقيع الخيل ـ وهو سوق المدينة (٢) ـ فقام فيه ووجهه إلى القبلة ، فرفع يديه إلى الله فقال : «اللهم حبّب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد ، اللهم بارك لأهل المدينة في سوقهم ، وبارك لهم في صاعهم ، وبارك لهم في مدهم ، اللهم انقل ما كان بالمدينة من وباء إلى مهيعة».
قوله «رفع عقيرته» أي صوته ، وقوله «بواد» روى «بفخ» وهو وادي الزاهر ، والجليل ـ بالجيم ـ الثمام ، ومجنة ـ بكسر الميم وفتحها ـ سوق بأسفل مكة ، وقال الأصمعي : بمر الظهران ، وشامة وطفيل : جبلان يشرفان على مجنة ، قاله ابن الأثير ، قال : ويقال «شابة» بالباء الموحدة ، وهو جبل حجازي ، قال المحب الطبري : وروايته بالباء الموحدة بخط شيخنا الصاغاني ، وكتب عليها صح ، وقال الطبري : والأشهر أنهما جبلان على مراحل من مكة من جهة اليمن ، وقال الخطابي : عينان. وقوله «بطوقه» أي بطاقته ، وقوله «بروقه» أي بقرنه ، و «مهيعة» هي الجحفة أحد المواقيت المشهورة ، وخم : بقربها ، وإنما دعا صلىاللهعليهوسلم بنقل الحمى إليها لأنها كانت دار شرك ، ولم تزل من يومئذ أكثر بلاد الله حمى ، قال بعضهم : وإنه ليتقى شرب الماء من عينها التي يقال لها عين خم ، فقلّ من شرب منها إلا حم.
__________________
(١) هجر المريض : هذي في مرضه وفي نومه.
(٢) البقيع : المكان المتسع فيه أشجار مختلفة. و ـ مقبرة أهل البقيع. و ـ هو سوق المدينة.