... إلى غير ذلك من أخبارهم (١) ، وهي حجّة عليهم ؛ لكثرتها واعتضاد بعضها ببعض.
ولا يعارضها روايتهم عن ابن عبّاس أنّ ( صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) : أبو بكر وعمر ؛ لأنّ الراوي لها هو عبد الوهّاب بن مجاهد عن أبيه ، كما بيّنه في « ميزان الاعتدال » بترجمة عبد الوهّاب (٢) ، وقد سبق في المقدّمة بيان حاله وحال أبيه ، فراجع (٣) ؛ ولا يمكن أن تعارض هذه الرواية البالغة منتهى الضعف تلك الروايات المستفيضة!
مع أنّ المنصرف من ( صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) هو الأوحد في الصلاح ، كما يعرف من نظائره ، يقال : شاعر القوم ، وعالمهم ، وشجاعهم ؛ ويراد به أوحدهم في الوصف ، ولا شكّ أن أمير المؤمنين عليهالسلام هو الأحقّ بهذا الوصف ؛ لآية التطهير (٤) وغيرها.
ولأنّ الله سبحانه جعل نصرة ( صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في قرن نصرته ونصرة جبرئيل.
وبالضرورة أنّ أظهر المؤمنين في نصرة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم هو أمير المؤمنين عليهالسلام.
على أنّ استعمال ( صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) في الاثنين خلاف الظاهر ؛ فإنّ « فاعلا » ليس ك « فعيل » في استعماله في الواحد والأكثر (٥).
__________________
(١) راجع ما تقدّم في الصفحة ١٥٧ ه ٣.
(٢) ميزان الاعتدال ٤ / ٤٣٦ رقم ٥٣٢٩.
(٣) انظر : ج ١ / ١٨٤ رقم ٢٠٨ وص ٢٣٢ رقم ٢٧٦.
(٤) مرّ مبحث آية التطهير في ج ٤ / ٣٥١ ـ ٣٨٠ ؛ فراجع!
(٥) مراده قدسسره أنّ صيغة « فاعل » تستعمل غالبا في الواحد ، كقولنا : هذا شاهد ، وهو ـ