وبهذا يضعّف ما حكاه السيوطي عن ابن عساكر ، عن مقاتل بن سليمان ، أنّ ( صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) : أبو بكر وعمر وعليّ (١).
وقد يستدلّ بقول مقاتل على أنّ المراد ب ( صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) هو عليّ خاصّة ؛ لما سبق من أنّ مقاتلا من أعداء أمير المؤمنين عليهالسلام (٢) ، فلا يكون ذكره له ـ وهو من أعدائه ـ إلّا لمعلوميّة إرادته ، وليروّج منه إدخال الشيخين ، فإنّه أدفع للتهمة!
فإذا عرفت أنّ المراد ب ( صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) أوحدهم صلاحا ، وأنّه عليّ عليهالسلام ، عرفت أنّه الأحقّ بالإمامة ؛ لأنّها منزلة دينية لا يليق لها إلّا الأصلح الأقوى في النصرة.
وأمّا ما زعمه الفضل من اتّفاق مفسّريهم على أنّ المراد ب ( صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) : أبو بكر وعمر ، فلا يعارض أخبارهم السابقة ، التي هي حجّة عليهم ، وأيّ عبرة بالقول الناشئ عن الهوى ، المتفرّع عن تلك الرواية الضعيفة ، لا سيّما وهو مخالف للّغة؟!
على أنّ دعوى اتّفاقهم كاذبة ؛ لاختلاف مفسّريهم في المراد به ، أهو الصحابة ، أو خيار المؤمنين ، أو الأنبياء ، أو الخلفاء ... إلى غير ذلك من أقوالهم ، كما ذكره الزمخشري والرازي وغيرهما (٣)؟!
__________________
ـ ضارب ... إلى آخره ، وإن كانت الصيغة بنفسها صالحة للواحد والأكثر ؛ بخلاف صيغة « فعيل » ، التي هي صيغة مبالغة ل « فاعل » ، فإنّ استخدامها في الأكثر هو الغالب.
(١) الدرّ المنثور ٨ / ٢٢٤.
(٢) انظر : ج ٤ / ٣٥٦.
(٣) الكشّاف ٤ / ١٢٧ ، تفسير الفخر الرازي ٣٠ / ٤٥ ، تفسير البغوي ٤ / ٣٣٧ ، تفسير القرطبي ١٨ / ١٢٤.