يقرئك السلام ويقول لك : سل الرسل على ما أرسلتهم من قبلك.
فقلت : معاشر الرسل! على ماذا بعثكم ربّكم قبلي؟
فقالت الرسل : على نبوّتك وولاية عليّ بن أبي طالب ..
وهو قوله : ( وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا ... ) (١) الآية.
ثمّ قال في « الينابيع » : رواه أيضا الديلمي ، عن ابن عبّاس (٢).
ثمّ قال : عن طلحة بن زيد ، عن جعفر الصادق ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليّ ، قال : « قال رسول الله : ما قبض الله نبيّا حتّى أمره الله تعالى أن يوصي إلى أفضل عشيرته من عصبته ، وأمرني أن أوص إلى ابن عمّك عليّ ، أثبتّه في الكتب السالفة وكتبت فيها أنّه وصيّك ، وعلى ذلك أخذت مواثيق الخلائق ، وميثاق أنبيائي ورسلي ، وأخذت مواثيقهم لي بالربوبيّة ، ولك يا محمّد بالنبوّة ، ولعليّ بالولاية والوصيّة » (٣).
ودلالتها على إمامة أمير المؤمنين عليهالسلام واضحة ؛ فإنّ بعث الرسل وأخذ الميثاق عليهم في القديم بولاية عليّ عليهالسلام ، وجعلها محلّ الاهتمام العظيم في قرن أصلي الدين : الربوبية ، والنبوّة ، لا يمكن أن يراد بها إلّا إمامة من له الفضل عليهم كفضل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولا سيّما مع عطف الوصية عليها في رواية طلحة ، فلا يضرّ حينئذ إطلاق الولاية على معان
__________________
(١) انظر : مناقب الإمام عليّ عليهالسلام ـ للخوارزمي ـ : ٣١٢ ح ٣١٢ ، فرائد السمطين ١ / ٨١ ح ٦٢.
(٢) ينابيع المودّة ١ / ٢٤٤ ذ ح ١٩.
(٣) ينابيع المودّة ١ / ٢٤٤ ح ٢٠.