منك ، فاقتله مع من قتلت منهم ، قال : فهمّ به ، فمنعه الله منه ، فلمّا همّ بقتله قالت امرأته آسية : (قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ) لا تقتله (عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً)(١) ، وكانت لا تلد ، يقول الله : (وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ)(٢) فاستوهبت موسى من فرعون ، فوهبه لها ، وقال فرعون أما أنا فلا حاجة لي فيه.
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لو قال يومئذ هو قرّة عين لي كما هو لك مثل ما قالت امرأته لهداه الله كما هداها ، ولكن أحبّ الله أن يحرمه للذي سبق في علم الله» [١٢٥٢٢] فقيل لآسية : سمّيه ، قالت : سميته موسى ، قيل : ولم سمّيته موسى؟ قالت : لأنا وجدناه في السماء والشجر ف «مو» هو الماء و «سي» هو الشجر ، فسمّو : موسى ، ماء وشجر (٣)(٤).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا إسماعيل بن مسعدة ، أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد ، نا ابن قتيبة ، ومحمّد بن عمر بن عبد العزيز ، والحسن بن الحسن العسقلانيون ، قالوا : أنا أبو حنيفة محمّد بن عمر بن حفص العسقلاني ، نا أبي ، نا خليد بن دعلج ، عن قتادة في قوله : (وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي)(٥) قال : كانت ملاحة في عيني موسى لم يرهما أحد قط إلّا أحبه.
أخبرنا بها عالية أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء ، أنا منصور بن الحسين وأحمد بن محمود قالا : أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا سلامة بن محمود بن عيسى بعسقلان ، نا محمد بن عمر بن علي ، نا أبي ، نا خليد بن دعلج عن قتادة في قوله : [تعالى :](وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي) قال : حلاوة في عينيك يا موسى.
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أنا أبو طاهر بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا عبد الرّحمن بن سانجور التركي ، نا عباس الدوري ، نا الحسين بن علي الجعفي ، عن موسى بن قيس الحضرمي ، عن سلمة بن كهيل في قوله عزوجل : (وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي) قال : حببتك إلى عبادي.
__________________
(١) سورة القصص ، الآية : ٩.
(٢) أي لا يدرون ما ذا يريد الله بهم حين قيضهم لالتقاطه من النقمة العظيمة بفرعون وجنوده.
(٣) الأصل : شجرا ، والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.
(٤) الكامل لابن الأثير ١ / ١٢٨ وتاريخ الطبري ١ / ٣٩٠.
(٥) سورة طه ، الآية : ٣٩.