اليمان (١) الأزدي ، من أهل دباء ، وكتب له فرائض الصدقات ، فكان يأخذ صدقات أموالهم ويردّها على فقرائهم ، فلمّا توفي رسول الله صلىاللهعليهوسلم ارتدّوا ومنعوا الصدقة ، فكتب حذيفة إلى أبي بكر بذلك ، فوجّه عكرمة بن أبي جهل إليهم ، فالتقوا واقتتلوا ، ثم رزق الله عكرمة عليهم الظفر ، فهزمهم وأكثر فيهم القتل ، [ومضى فلّهم إلى حصن دباء فتحصنوا فيه](٢) وحصرهم المسلمون في حصنهم ، ثم نزلوا على حكم حذيفة بن اليمان الأزدي ، فقتل مائة من أشرافهم ، وسبى ذراريهم ، وبعث بهم إلى أبي بكر إلى المدينة ، وفيهم أبو صفرة غلام لم يبلغ يومئذ ، فأراد أبو بكر قتلهم ، فقال عمر : يا خليفة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قوم إنّما شحوا على أموالهم ، فيأبى أبو بكر أن يدعهم ، فلم يزالوا موقوفين في دار رملة بنت الحارث حتى توفي أبو بكر ، وولي عمر بن الخطّاب ، فدعاهم فقال : قد أفضى إليّ هذا الأمر ، فانطلقوا إلى أي [البلاد](٣) إن شئتم فأنتم قوم أحرار لا فدية عليكم ، فخرجوا حتى نزلوا البصرة ، ورجع بعضهم إلى بلاده ، فكان أبو صفرة وهو أبو المهلّب ممن نزل البصرة ، وشرف بها هو وولده ؛ ويكنى (٤) المهلّب أبا سعيد ، أدرك عمر ولم يرو عنه شيئا ، وقد روى عن سمرة بن جندب وغيره ، وولي خراسان ، ومات بمرو الروذ سنة ثلاث وثمانين في خلافة عبد الملك بن مروان ، واستخلف على خراسان ابنه يزيد بن المهلّب ، فأقرّه الحجّاج بن يوسف.
أخبرنا أبو السعود بن المجلي ، نا أبو الحسين بن المهدي.
وأخبرنا أبو الحسن بن الفرّاء ، أنا أبو يعلى.
قالا : أنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد ، أنا محمّد بن مخلد قال : قرأت على علي بن عمرو ، حدّثكم الهيثم بن عدي قال : قال ابن عبّاس : المهلّب بن أبي صفرة يكنى أبا سعيد.
حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم المذكر ، أنا نعمة الله بن محمّد ، نا أبو مسعود أحمد ابن محمّد ، نا محمّد بن أحمد بن سليمان ، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان ، حدّثني الحسن بن سفيان ، نا محمّد بن علي ، عن محمّد بن إسحاق ، قال : سمعت أبا عمر الضرير يقول : المهلّب بن أبي صفرة أبو سعيد.
__________________
(١) في معجم البلدان : حذيفة بن محصن البارقي ثم الأزدي.
(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، ود ، و «ز» ، وم ، واستدرك عن طبقات ابن سعد.
(٣) الأصل : «أي أن» وفي م ود ، و «ز» : بلد ، والمثبت عن ابن سعد.
(٤) راجع طبقات ابن سعد ٧ / ١٢٩.