قال القاضي (١) : قد أنشدني هذين البيتين جماعة من شيوخنا عن ثعلب عن ابن الأعرابي ، وأنشدنا أبو الحسن علي بن سليمان الأخفش لرجل من طيّىء (٢) :
والله والله لو لا أنني فرق (٣) |
|
من الأمير لعاتبت ابن نبراس |
في موعد قاله لي ثم أخلفني |
|
[غدا](٤) غدا (٥) ضرب أخماس لأسداس |
حتى إذا نحن ألجأنا مواعده |
|
إلى الطبيعة في فقر وإبساس (٦) |
أجلت مخيلته (٧) عن «لا» فقلت له |
|
لو ما بدأت به ما كان من باس |
وليس يرجع في «لا» بعد ما سلفت |
|
منه نعم طائعا حرّ من الناس |
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا إبراهيم بن نصر ، نا ابن ساسة قال : قال المهلّب : ما السيف الصارم في كف الرجل الشجاع بأعزّ له من الصدق.
أنبأنا أبو علي الحدّاد ، أنا أحمد بن الفضل بن محمّد المقرئ ، أنا أبو عبد الله بن منده ، أنا القاسم بن عبد الله السياري قال : قال جدي أحمد بن سيّار ، نا بلج بن زياد أبو صالح ، نا عيسى بن عبيد ، عن الفرزدق بن الخوّاص الحمامي : كان المهلّب يبعث إلى جابر ابن يزيد (٨) من فارس بالمال ويقبله ، قال : وإنّا نعيب ذلك ، قال جابر : إنّ قوما يعيبون هذا ، وما ضرّ المهلّب إن رددته؟ ألا جعله في المساكين يعيشون به؟!.
أنبأنا أبو نصر بن القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : سمعت أبا الربيع ـ يعني ـ محمّد بن الفضل البلخي يقول : سمعت محمّد بن عبد الوهّاب بن حبيب المهلبي (٩) يقول : سمعت أبا يعلى حمزة بن محمّد بن يزيد المهلبي يقول : سمعت أبي
__________________
(١) يعني المعافى بن زكريا النهرواني الجريري.
(٢) الأبيات في الجليس الصالح الكافي ٣ / ١٨ ـ ١٩ واللسان في مادة (خمس).
(٣) صدره في اللسان : الله يعلم لو لا أنني فرق.
(٤) سقطت من الأصل ود ، والزيادة لاستقامة الوزن عن الجليس الصالح واللسان.
(٥) الأصل : «أحدا» وفي د : «اعدا».
(٦) في الجليس الصالح : «في حفز وإبساس» وفي اللسان : «في رفق وإيناس».
(٧) المخيلة : السحابة الخليفة بالمطر.
(٨) كذا بالأصل ود ، وفي المختصر : زيد.
(٩) قوله : «يقول : سمعت أبا يعلى حمزة بن محمد بن يزيد المهلبي» سقط من د.