حسّان ، عن (١) علي بن زيد ، عن سعيد بن المسيّب ، عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو على منبره :
«يا أيها الناس توبوا إلى ربكم قبل أن تموتوا ، وبادروا إليه بالأعمال الصالحة ، وصلوا الذي بينه وبينكم بكثرة ذكركم ، وبكثرة الصدقة في السرّ والعلانية ، تؤجروا وتنصروا وترزقوا ، واعلموا أن الله فرض عليكم الجمعة في عامي هذا ، في شهري هذا ، في ساعتي هذه ، فريضة مكتوبة ، فمن تركها في حياتي أو بعد موتي إلى يوم القيامة جحودا بها واستخفافا بحقّها ، [وله](٢) إمام عادل أو جائر ، فلا جمع الله شمله ، ولا بارك له في أمره ، ألا ولا صلاة له ، ألا ولا حجّ له ، ألا ولا صدقة له ، ألا ولا زكاة له ، ألا ولا برّ له ، فمن تاب تاب الله عليه ، ألا لا يؤم الأعرابي مهاجرا (٣) ، ألا لا تؤم امرأة رجلا ، ألا ولا يؤم فاجر برا إلّا أن يكون سلطانا» [١٢٦٤١].
أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، أنا ـ وأبو الحسن (٤) بن سعيد ، نا ـ أبو بكر الخطيب ، قال (٥) : حدّثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي ، أنا أبو بكر الخلّال قال : وأبو عبد الله مهنّى بن يحيى من كبار أصحاب أبي عبد الله ، وكان أبو عبد الله يلزمه ويعرف له حق الصحبة ، وقدمه ، ورجل مع أبي عبد الله إلى عبد الرّزّاق ، وصحبه إلى أن مات ، وكان يستجرئ على أبي عبد الله ما لم يستجرئ عليه أحد مثله ، ويحتمله أبو عبد الله ما لم يحتمل أحدا مثله ، وسأله عن كبار المسائل ، [ومسائله](٦) وما أكثر من أن تحد ، وكتب عنه عبد الله بن أحمد مسائل كثيرة بضعة عشر جزءا عن أبيه ، لم تكن عند عبد الله ولا عند غيره ، وكان عبد الله يرفع قدره ، ويذكره كثيرا ، وحدّثنا عنه بأشياء كثيرة ، عن أبيه وغيره ، قال عبد الله : وكنت أرى مهنّى يسأل أبي حتى يضجره ، ويكرر عليه جدا ، حتى ربّما قام وضجر.
قال أبو عبد الرّحمن : قال مهنّى : لزمت أبا عبد الله ثلاثا وأربعين سنة ، واتفقنا عند عبد الرّزّاق ، ورأيته بمكة عند سفيان بن عيينة سنة ثمان وتسعين ، وكان معنا أيضا عند عبد الرّزّاق إسحاق بن راهويه وجماعة.
__________________
(١) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(٢) سقطت من الأصل ، واستدركت عن د ، و «ز».
(٣) بالأصل : «مهاجر» والمثبت عن د ، و «ز».
(٤) الأصل : الحسين ، والمثبت عن د ، و «ز».
(٥) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ٢٦٧ ـ ٢٦٨.
(٦) سقطت من الأصل ود ، و «ز» ، واستدركت عن تاريخ بغداد.