(فَسَقى لَهُما ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقالَ : رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ)(١) قال : سأل موسى نبي الله ـ صلى الله على محمّد وعلى موسى ـ فلقا من الخبز يشد به صلبه من الجوع.
أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن (٢) ، أنا أبو مسعود محمّد بن عبد الله بن أحمد السوذرجاني ـ بأصبهان ـ نا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن ميلة الفقيه ، نا محمّد ابن أحمد بن إبراهيم ، نا محمّد بن أيوب ، أنا علي بن المثنّى ، نا يحيى بن حمّاد ، نا أبو عوانة ، عن حبيب بن أبي عمرة ، عن سعيد بن جبير قال : قال موسى : يا (رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) قال ابن عبّاس : لقد قال ذلك ، وهو من أكرم خلق الله عليه ، وقد كان فقيرا إلى شقّ تمرة ، ولقد أصابه من الجوع حتى لصق ظهره ببطنه ، حتى تبين خضرة البقل من أعلى الجلد حتى أتته الجارية.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أحمد بن الحسين الحافظ ، أنا أبو محمّد السكري ، أنا أبو بكر الشافعي ، نا جعفر بن محمّد ، نا الغلابي ، نا أبو سهل المدائني قال : حضرت ابن عيينة وقد سأله رجل فقال : يا أبا محمّد ، أرأيت الرجل يعمل العمل لله يؤذّن ، أو يؤمّ ، أو يعين أخاه ، أو يعمل شيئا من الأعمال فيعطى الشيء؟ قال : يقبله ، ألا ترى إلى موسى لم يعمل للعمالة ، إنما عمل لله ، فعرض له رزق من الله فقبله ، وقرأ (إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ ما سَقَيْتَ لَنا)(٣).
قال : وأنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو الفضل بن إبراهيم ، نا أحمد بن سلمة ، نا الحسين ابن منصور قال : سمعت علي بن عثّام وقد ذكر قوله عزوجل : (فَجاءَتْهُ إِحْداهُما تَمْشِي عَلَى اسْتِحْياءٍ)(٤) قال : فذهب معها ، وإنّما كان أول الأمر لله ، فلم يبال.
أخبرنا (٥) أبو علي (٦) بن السبط ، أنا أبي أبو سعد ، أنا أبو الحسن بن فراس ، أنا أبو جعفر الدّيبلي ، نا أبو عبيد الله ، نا سفيان ، عن أبي سيّار ، عن ابن أبي الهذيل في قوله :
__________________
(١) سورة القصص ، الآية : ٢٤.
(٢) في م ود : «محمود بن الحسن بن أحمد» وفي «ز» : «الحسن بن أحمد» وفوق : أحمد : يقدم ، وفوق «الحسن» يؤخر. قارن مع مشيخة ابن عساكر ٢٣٤ / ب.
(٣) سورة القصص ، الآية : ٢٥.
(٤) سورة القصص ، الآية : ٢٥.
(٥) كتب فوقها في د ، و «ز» : ملحق.
(٦) بالأصل : «أخبرنا أبو علي ، نا أبو علي بن السبط» صوبنا السند عن د ، و «ز» ، وم.