الأصبهاني ، أنا أبو الحسن اللنباني (١) ، أنا ابن أبي الدنيا ، حدّثني أبي ، نا إسماعيل بن عليّة ، أنا سوار بن عبد الله قال :
بلغني أن ميمون بن مهران كان جالسا عنده رجل من قراء أهل الشام ، فقال : إنّ الكذب في بعض المواطن خير من الصدق ، فقال الشامي : لا ، الصدق في كلّ موطن خير ، فقال ميمون : أرأيت لو رأيت رجلا يسعى وآخر يتبعه بالسيف فدخل الدار فانتهى إليك فقال : أرأيت الرجل ما كنت قائلا؟ قال : كنت أقول لا ، قال : فذاك.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أخبرنا عاصم بن الحسن ، أنا محمود بن عمر بن جعفر ، أنا علي بن الفرج بن علي بن أبي روح ، نا ابن أبي الدنيا ، حدّثني هارون بن سفيان ، حدّثنا عبد الله بن جعفر ، عن أبي المليح قال : قال ميمون بن مهران : إذا أتى رجل باب سلطان فاحتجب عنه فليأت بيوت الرّحمن فإنها مفتحة ، فليصلّ ركعتين ، وليسأل حاجة.
أخبرنا أبو عبد الله يحيى بن الحسن ، عن أبي تمام علي بن محمّد ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنا محمّد بن القاسم ، ثنا ابن أبي خيثمة ، نا عبد الله بن جعفر ، نا أبو المليح ، عن ميمون قال :
قال لي محمّد بن مروان في الديوان أنت؟ قلت : لا ، قال : فما يمنعك أن تكتب (٢) في الديوان ، فيكون لك سهم في الإسلام؟ قلت : إني أرجو أن تكون لي سهام في الإسلام ، فقال : من أين؟ ولست (٣) في الديوان؟ قلت شهادة أن لا إله إلّا الله وحده سهم ، والزكاة سهم ، وصيام رمضان سهم ، والحج سهم ، قال محمّد : ما كنت أحسب أن لأحد في الإسلام سهم إلّا من كان في الديوان ، قال : قلت : هذا ابن عمك حكيم بن حزام لم يأخذ ديوانا قط ، وذلك أنه سأل رسول الله صلىاللهعليهوسلم مسألة فقال : «استعفّ (٤) يا حكيم خير لك» قال : ومنك يا رسول الله؟ قال : «ومني» قال : لا جرم لا أسألك ولا غيرك شيئا أبدا ، [ولكن](٥) ادع الله أن يبارك لي وصفقتي ـ يعني التجارة ـ فدعا له (٦) [١٢٦٥٤].
__________________
(١) تحرفت بالأصل ود إلى : اللبناني ، وفي م : «البناني» وفي «ز» : «النسائي.
(٢) في «ز» : «تكتتب» وفي د ، وم فكالأصل.
(٣) الأصل : فلست ، والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.
(٤) كذا بالأصل ، ود ، وفي «ز» : استعفف.
(٥) سقطت من الأصل ، واستدركت عن «ز» ، ود ، وم.
(٦) تهذيب الكمال ١٨ / ٥٥٣ وسير الأعلام ٥ / ٧٥ ـ ٧٦.