أخبرنا أبو القاسم الحسين ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا أحمد بن علي المقرئ ، نا محمّد بن عبيد بن طلحة ، عن أبيه ، عن ثور بن يزيد ، عن عبيدة.
ح قال : وأنا محمّد بن إسحاق ، نا أبي ، عن جده ، عن ثور بن يزيد قال : قال وهب بن منبّه :
لما كلّم الله موسى صلىاللهعليهوسلم يوم الطور كان على موسى جبة من صوف مخلّلة بالعيدان ، مخروم وسطه بشريط ليف ، وهو قائم على جبل ، أسند ظهره إلى صخرة ـ زاد عبيدة : من الجبل وقالا : ـ فقال الله : يا موسى إنّي قد أقيمك مقاما لم يقمه أحد قبلك ، ولا يقومه أحد بعدك ، وقرّبتك مني نجيا ، قال موسى : إلهي ، ولم أقمتني هذا المقام؟ قال : لتواضعك يا موسى ، قال : فلما سمع لذاذة الكلام من ربّه نادى موسى : إلهي أقريب فأناجيك أم بعيد فأناديك؟ قال : يا موسى أنا جليس من ذكرني.
أخبرنا (١) أبو سعد البغدادي ، أنا أبو منصور بن شكرويه ، وأبو بكر السمسار ـ قراءة ـ وأبو الوفاء محمّد بن بزيع بن عبد الله الحاجب حضورا ، قالوا : أنا إبراهيم بن عبد الله الورّاق ، نا الحسين بن إسماعيل ـ إملاء ـ نا يوسف بن موسى ، نا جرير ، عن عطاء ، عن ميسرة في قوله : (وَقَرَّبْناهُ نَجِيًّا)(٢) قال : أدني حتى سمع صريف الأقلام ، ـ وقال ابن بديع : القلم ـ وزاد في الألواح (٣).
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد بن بكران ، أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن عثمان الفسوي ، نا يعقوب بن سفيان ، نا عيسى بن محمّد المكّي ، نا إسماعيل بن عبد الكريم ، نا عبد الصّمد بن معقل قال : سمعت وهبا يقول :
نودي موسى من الشجرة فقيل : يا موسى ، فأجاب سريعا وما يدري من دهاه ، وما كان سرعة إجابته إلّا استئناسا بالأنس قال : لبيك ، إني أسمع صوتك ، وأحسّ حسك ، ولا أرى مكانك ، فأين أنت ، قال : أنا فوقك ، ومعك ، وأمامك ، وخلفك ، وأقرب إليك من نفسك ، فلمّا سمع ذلك موسى علم أنه لا ينبغي ذلك إلّا لربّه فأيقن به ، فقال : كذلك أنت إلهي ،
__________________
(١) كتب فوقها في د ، و «ز» : ملحق.
(٢) سورة مريم ، الآية : ٥٢.
(٣) كتب بعدها في د ، و «ز» : إلى.