حيّات وأفاعي ، فكان أول ما خطفوا بسحرهم بصر موسى وهارون ، ثم فرعون والناس ، وألقى كل رجل منهم ما كان في يده ، فأقبلت الحيات والأفاعي فامتلأ الوادي يركب بعضها بعضا ، وهرب الناس منها ، وتكسفوا هاربين ، (فَأَوْجَسَ)(١) موسى (فِي نَفْسِهِ خِيفَةً) ، فقال : لقد كانت هذه عصا في أيديهم وإنها صارت حيّات ، فظن موسى وخاف أن تكون صارت حيات كما صارت عصاه ثعبانا ، فأوحى الله إليه : أنّي بمكان أسمع وأرى ، وجاء جبريل حتى وقف على يمينه ، بين موسى وهارون قال : (لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى ، وَأَلْقِ ما فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ ما صَنَعُوا ، إِنَّما صَنَعُوا كَيْدُ ساحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتى)(٢) ، فذهب عن موسى ما كان يجد.
أخبرنا (٣) أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن البسري ، أنا أبو الحسين محمّد بن عبد الرّحمن بن خشنام ، نا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن غيلان الحرار (٤) ، نا أبو هشام الرفاعي ، نا ابن يمان ، نا سهل بن حنيفة ، عن حجّاج ، عن الحكم بن مينا ، عن عائشة قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «الطّوفان : الموت» [١٢٥٤٠].
أخبرنا أبو رشيد هبة الله بن خليفة بن عبد المؤمن بن هبة الله بن أحمد الواعظ المزكي ، وأبو المرجّى الحسين بن محمّد بن الفضل العسّال ، قالا : أنا أبو منصور محمّد بن أحمد بن شكرويه ، أنا إبراهيم بن عبد الله بن خرّشيد قوله ، أنا أبو القاسم عبد الله بن محمّد ابن إسحاق المعروف بحامض راس ، نا حمدون بن عمارة بن نوح ، نا عبد الله بن عمرو ، نا حمّاد بن سلمة ، عن أبي المهزم ، عن أبي هريرة قال : قال موسى عليهالسلام لفرعون : لك ملكك وشبابك ، فإذا متّ دخلت الجنّة ، قال : حتى أشاور هامان ، قال : فشاوره فقال له : أنت تدعى ربّا (٥) صرت تدعى عبدا ، قال : فخذله الله (٦).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي الصوّاف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا المنجاب ، أنا أبو سعيد العنقزي ، أنا إسرائيل ، عن سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس قال : مكث موسى في آل فرعون بعد ما
__________________
(١) سورة طه ، الآية : ٦٧.
(٢) سورة طه ، الآيتان ٦٨ ـ ٦٩.
(٣) كتب فوقها في د ، و «ز» : ملحق.
(٤) الأصل و «ز» ، وم ، وفي د : الخراز.
(٥) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» ، وم بياض بسيط بين لفظتي «ربا» و «صرت».
(٦) كتب بعدها في د : إلى.