فقال الأحمر : ما تعرّض لك في اللغة إلا مجنون.
أخبرنا عبد القدوس بن أحمد قال : أنبأنا المبرّد قال : أخبرنا الرياشيّ قال : رأيت في النوم كأني أسأل الأصمعيّ بعد ما مات : ما معنى قول الشاعر :
وكلّ جديدة فإلى بلاها |
|
وكلّ جديدة فإلى جديد |
فقال لي : إلى يوم جديد يأتي عليها ، أو إلى بلى جديد لا بد من ذاك.
قال الرياشيّ : حتى في النوم وبعد الموت أيضا لم يخطئ!.
أخبرنا محمد بن يحيى قال : أخبرنا محمد بن الرياشيّ قال : أخبرنا أبي قال : حدّثنا الأصمعيّ قال : تذاكرنا «أمّات وأمّهات» عند الرشيد. فقالوا : الأمّهات للآدميّين ، والأمّات للبهائم. فقلت : معاذ الله! ثم أنشدت في أمّات (١) الآدميين وأمهات البهائم ، حتى قال لي الرشيد : حسبك حسبك! قال الرياشيّ وأنشدنا :
قوّال معروف وفعّاله |
|
عقّار مثنى أمّهات الرّباع (٢) |
أخبرنا محمد قال : أخبرنا المبرّد قال : أخبرنا الرياشيّ قال : ذكر أبو عطاء السّنديّ (٣) عند الأصمعيّ ، فطعن رجل على شعره ، فقال الأصمعيّ : أخبرني أبو جندل بن الراعي (٤) قال : لما دفن يزيد بن عمر بن هبيرة (٥) قال أبو عطاء السّنديّ :
ألا إنّ عينا لم تجد يوم واسط |
|
عليك بباقي دمعها لجمود (٦) |
عشيّة راح الدافنون وضرّجت (٧) |
|
جيوب بأيدي مأتم وخدود |
__________________
(١) بخط ابن نوبخت : «ثم أنشدت في أمهات الآدميين وأمهات البهائم».
(٢) البيت في اللسان (أمم) ، ونسبه إلى السفاح اليربوعي.
(٣) اسمه مرزوق ؛ وكان مولى أسد بن خزيمة ، نشأ بالكوفة ، وكان شاعرا جيد الشعر حسن البديهة ، شديد العارضة ؛ إلا أنه كان أعجميا لا يفصح ؛ أدرك الدولتين ؛ وكان من شيعة بني أمية ، مات عقب أيام المنصور. (وانظر ترجمته وأخباره في الشعراء ٧٤٢ ـ ٧٤٦ والمرزباني ٨٠ ، والأغاني ١٦ / ٧٨ ـ ٨٤ ، واللآلي ٦٠٢ ـ ٦٠٣).
(٤) بخط ابن نوبخت : «أخبرني ابن جندل الراعي».
(٥) من قواد الدولة الأموية ؛ وأحد من جمعت له ولاية العراقين : وقتل بواسط سنة ١٣٢.
وانظر ترجمته وأخباره في ابن خلكان ٢ / ٢٧٨ ـ ٢٨١).
(٦) الأبيات في الشعر والشعراء ٧٤٥ ـ ٧٤٦ ، وتاريخ الطبري ٩ / ١٤٦ ؛ وابن خلكان ٢ / ٢٧٩ ؛ واللآلي ٦٠٢ ، والحماسة ٢ / ٢٩٥ ؛ ٢٩٧ (من غير عزو).
(٧) في الشعراء والحماسة :
عشيّة قام النائحات وشقّقت