أنا كنت أعطيك (١) أبياتا من الشعر القديم على هذا الوزن ، فقال : لو اتّزن لي بالحجارة لأرحتك.
أخبرنا محمد بن يحيى قال : حدّثنا محمد بن خلف قال : حدّثنا أبو العيناء عن الأصمعيّ قال : سمعت الخليل ـ وذكر رجلا غثّا تزهّد ـ فقال سمعته يقول : أظنّ ، أحسب ، فيما أرى ؛ ولعله إن شاء الله.
وأخبرنا محمد بن يحيى قال : حدّثنا البربريّ قال : حدّثنا طائع عن الأصمعيّ ، قال : نظر الخليل في فقه لأبي حنيفة ، فقيل له : كيف تراه؟ فقال : أرى جدّا وطريق جدّ ، ونحن في هزل وطريق هزل.
وأخبرنا محمد قال : حدّثنا محمد بن القاسم قال : حدّثنا الأصمعيّ قال : سمعت الخليل يقول : الدنيا أضداد متجاورة ، وأشباه متباينة ، وأقارب متباعدة ، وأباعد متقاربة.
وأنشدنا جعفر بن محمد قال : أنشدونا عن أبي العيناء عن الأصمعيّ قال : أنشدني الخليل لنفسه :
اعمل بعلمي وإن قصّرت في عملي |
|
ينفعك علمي ، ولا يضررك تقصيري |
وكان عليّ بن أصمع جدّ أبي الأصمعي يتولّى محو المصاحف المخالفة لمصحف عثمان من قبل الحجّاج ، وإياه عنى الشاعر بقوله :
وإلا رسوم الدار قفرا كأنه |
|
كتاب محاه الباهليّ ابن أصمعا |
__________________
(١) بخط ابن نوبخت : «أعطيتك».