السابقين بالخيرات ، المجاهدين في الله ولا من المقتصدين الواعظين بالأمر والنهي عند إعواز الاعوان (١) فهو من الظالمين لأنفسهم ، وهذا سبيل من كان قبلنا من ذراري الأنبياء عليهمالسلام ، ثمّ تلا آيات من القران.
فيقال له : ليس علينا ، لمن (٢) أراد بهذا الكلام؟ ولكن أخبرنا عن الامام من العترة عندك من أيِّ قسم هو؟ فإنَّ قال : من المجاهدين ، قيل له : فمن هو ، ومن جاهد ويعلم من خرج؟ وأين خليه ورجله؟ فإنَّ قال : هو ممّن يعظ بالأمر والنهي عند اعواز الاعوان ، قيل له : فمن سمع أمره ونهيه؟ فإنَّ قال : أولياؤه وخاصّته ، قلنا : فإن اتّبع هذا وسقط فرض ما سوى ذلك عنه لاعواز الاعوان وجاز أن لا يسمع أمره ونهيه إلّا أولياؤه فأيُّ شيء عبته على الاماميّة؟ ولم ألفت كتابك هذا؟ وبمن عرَّضت؟ وليت شعري وبمن قرَّعت بآي القرآن وألزمته فرض الجهاد. ثمّ يقال له وللزّيديّة جميعاً : أخبرونا لو خرج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من الدُّنيا ولم ينص على أمير المؤمنين عليهالسلام ولا دلَّ عليه ولا أشار إليه أكان يكون ذلك من فعله صواباً وتدبيراً حسناً جائزاً؟ فإنَّ قالوا : نعم ، فقلنا لهم : ولو لم يدلُّ على العترة أكان يكون ذلك جائزاً فإن قالوا : نعم ، قلنا : ولو لم يدلُّ فأي شئ أنكرتم على المعتزلة والمرجئة والخوارج؟ وقد كان يجوز أن لا يقع النصُّّ فيكون الامر شورى بين أهل الحلِّ والعقد ، وهذا ما لا حيلة فيه ، فإنَّ قالوا : لا ولابدَّ من النصِّ على أمير المؤمنين صلوات الله عليه ومن الادلة على العترة ، قيل لهم لِمَ؟ حتّى إذا ذكروا الحجّة الصّحيحة فننقلها إلى الامام في كلّ زمان ، لأنّ النص أنَّ وجب في زمن وجب في كلّ زمان ، لأنّ العلل الموجبة له موجودة أبداً ، ونعوذ بالله من الخذلان.
__________________
(١) أعوز اعوزازاً الرجل. افتقر وساءت حاله فهو معوز ، واعوزه المطلوب : أعجزه وصعب عليه نيله. اعوز في الشيء : احتجت إليه ، لم أقدر عليه. وفي بعض النسخ « اعوزاز الاعوان » واعوز اعوزازا احتال. اختلت حاله.
(٢) لعل اللام في قوله « لمن » مفتوحة والجملة تتضمن معنى الاستفهام ، وقوله « ليس علينا » جملة مستقلة ، أي ليس ما قلت علينا. وفى بعض النسخ « لمن المراد ».