٣٦ ـ وبهذا الاسناد ، عن عبد الله بن محمّد قال : حدّثني أبي. وحدثني عبد الرّحمن ابن محمّد ، عن [ محمّد بن ] (١) عبد الله بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم ، عن أبيه ، عن جدِّه أنَّ أبا طالب قال : لمّا فارقه بحيرى بكى بكاء شديداً وأخذ يقول : يا ابن آمنة كأنّي بك وقد رمتك العرب بوترها ، وقد قطعك الأقارب ولو علموا لكنت لهم بمنزلة الأولاد ثمّ التفت إلىَّ وقال : أما أنت يا عمُّ فارع فيه قرابتك الموصولة واحتفظ فيه وصيّة أبيك فإنَّ قريشا ستهجرك فيه فلا تبال ، وإني أعلم إنّك لا تؤمن به ظاهراً ولكن ستؤمن به باطناً ، ولكن سيؤمن به ولد تلده وسينصره نصراً عزيزاً اسمه في السّماوات البطل الهاصر ، و [ في الأرض ] الشجاع الانزع (٢) منه الفرخان المستشهدان وهو سيّد العرب ورئيسها وذو قرنيها وهو في الكتب أعرف من أصحاب عيسى عليهالسلام ، فقال أبو طالب : والله قد رأيت كلّ الّذي وصفه بحيرى وأكثر.
٣٧ ـ حدّثنا أبي رحمهالله قال : حدّثنا على بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان يرفعه قال : لمّا بلغ رسول الله صلىاللهعليهوآله أراد أبو طالب أن يخرج إلى الشّام في عير قريش ، فجاء رسول الله صلىاللهعليهوآله وتشبّث بالزِّمام وقال : يا عمّ على من تخلفني لا على اُمٍّ ولا على أب ، وقد كانت اُمّه توفيت ، فرّق له أبو طالب ورحمه وأخرجه معه وكانوا إذا ساروا تسير إلى رأس رسول الله صلىاللهعليهوآله غمامة تظلّه من الشمس
__________________
ج ١ ص ١٩١ ، والمواهب اللدنية وشرحه ، واعلام الورى ، وتاريخ الطبري ، وتاريخ الخميس وغيرها.
(١) ما بين القوسين زائد من النساخ ولا يخفى على من له معرفة بالرجال ، والمراد بعبد الرّحمن عبد الرّحمن بن محمّد بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم. وبعبد الله عبد الله ابن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم الانصاري كما يظهر من تهذيب التهذيب ج ٦ ص ٢٦٤ وج ٥ ص ١٦٤.
(٢) البطل : الشجاع. والهاصر : الاسد الشديد الّذي يفترس ويكسر ، والانزع : الذى ينحسر شعر مقدم رأسه ممّا فوق الجبين ، وفي بعض النسخ « الاقرع » والمراد : الاصلع.