وقال الله عزَّ وجلَّ لنبيه محمّد صلىاللهعليهوآله : « وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم » (١).
وروي في الأخبار الصحيحة عن أئمّتنا عليهمالسلام أنَّ من رأى رسول الله صلىاللهعليهوآله أو واحداً من الائمّة صلوات الله عليهم قد دخل مدينة أو قرية في منامه فإنّه أمن لاهل تلك المدينة أو القرية ممّا يخافون ويحذرون وبلوغ لمّا يأملون ويرجون.
وفي حديث هشام مع عمرو بن عبيد حجّة في الانتفاع بالحجّة الغائب عليهالسلام وذلك أنَّ القلب غائب عن سائر الجوارح لا يرى بالعين ولا يشمُّ بالأنف ولا يذاق بالفمِّ ولا يلمس باليد وهو مدبّر لهذه الجوارح مع غيبته عنها وبقاؤها على صلاحها ولو لم يكن القلب لانفسد تدبير الجوارح ولم تستقم أمورها فاحتيج إلى القلب لبقاء الجوارح على صلاحها كما احتيج إلى الامام لبقاء العالم على صلاحه ولا قوَّة إلّا بالله.
وكما يعلم مكان القلب من الجسد بالخبر فكذلك يعلم مكان الحجّة الغائب عليهالسلام بالخبر وهو ما ورد عن الائمّة عليهمالسلام من الأخبار في كونه بمكّة وخروجه منها في وقت ظهوره ، ولسنا نعني بالقلب المضغة الّتي من اللحم لأنّ بها لا يقع الانتفاع للجوارح وإنّما نعني بالقلب اللطيفة الّتي جعلها الله عزَّ وجلَّ في هذه المضغة لا تدرك بالبصر وإن كشف عن تلك المضغة ، ولا تلمس ولا تذاق ولا توجد إلّا بالعلم بها لحصول التمييز واستقامة التّدبير من الجوارح والحجّة بتلك اللّطيفة على الجوارح [ قائمة ما وجدت والتكليف لها لازم ما بقيت فإذا عدمت تلك اللطيفة انفسد تدبير الجوارح وسقط التكليف عنها فكما يجوز أن تحتجَّ الله عزَّ وجلَّ بهذه اللّطيفة الغائبة عن الحواسِّ على الجوارح فكذلك جائز أن يحتجَّ عزَّ وجلَّ على جميع الخلق بحجّة غائب عنهم به يدفع عنهم وبه يرزقهم وبه ينزل عليهم الغيث ولا قوة إلّا بالله ].
__________________
(١) الانفال : ٣٣. وتمام الآية « وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون » وفي بعض النسخ كانت هذه الزيادة في المتن.