|
من جدرانها متفكّراً إذ أقبل إليه رجل فقال له ، يا أبا جعفر على م حزنك؟ على الدُّنيا فرزق [ الله عزَّ وجلَّ ] حاضر يشترك فيه البرُّ والفاجر : أم على الاخرة فوعد صادق يحكم فيه ملك قادر ، قال ، أبو جعفر عليهالسلام : ما على هذا حزني إنّما حزني على فتنة ابن الزُّبير ، فقال له الرَّجل : فهل رأيت أحداً خاف الله فلم ينجه ، أم هل رأيت أحداً توكل على الله فلم يكفه؟ وهل رأيت أحداً استجار الله فلم يجره (١)؟ فقال أبو جعفر عليهالسلام : لا ، فولّى الرَّجل ، فقيل : من هو ذاك؟ فقال أبو جعفر : هذا هو الخضر عليهالسلام. قال مصنّف هذا الكتاب رضياللهعنه : جاء هذا الحديث هكذا ، وقد روى في خبر آخر أنَّ ذلك كان مع عليِّ بن الحسين عليهماالسلام. ٣ ـ حدّثنا أبي رضياللهعنه قال : حدّثني سعد بن عبد الله ؛ و |
__________________
المصنف رحمهالله. وذلك لأنّه كانت فتنة ابن الزبير في سنّة ثلاث وستين وهو بمكة وأخرج أهل المدينة عامل يزيد « عثمان بن محمّد بن أبي سفيان » ومروان بن الحكم وسائر بني أمية من المدينة باشارة ابن الزبير وهو بمكة فوجه يزيد بن معاوية مسلم بن عقبة في جيش عظيم لقتال ابن الزبير ، فسار بهم حتّى نزل المدينة فقاتل أهلها وهزمهم وأباحها ثلاثة أيّام ـ وهي وقعة الحرة المعروفة ـ ثمّ سار مسلم بن عقبة إلى مكة قاصداً قتال عبد الله بن الزبير فتوفى بالطريق ولم يصل ، فدفن بقديد وولى الجيش الحصين بن نمير السكوني ، فمضى بالجيش وحاصروا عبد الله بن الزبير وأحرقت الكعبة حتّى انهدم جدارها وسقط سقفها وأتاهم الخبر بموت يزيد فانكفئوا راجعين إلى الشام. وبويع ابن الزبير على الخلافة سنّة خمس وستين وبني الكعبة وبايعة أهل البصرة والكوفة وقتل في أيّام الحجاج سنّة ٧٣.
هذا ، ثمّ اعلم أنَّ أبا جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليهما السلام في أيّام ابن الزبير ابن ست عشرة سنّة ، وفي وقعة الحرة ابن سبع أو ثمان سنين. فكيف يلائم هذا مع ما في المتن. بل كان ذلك مع عليّ بن الحسين عليهما السلام لأنّ فتنة ابن الزبير وخروجه وهدم البيت وبناءه الكعبة وقتله كلّها في أيّام السجاد عليه السلام.
(١) في بعض النسخ « استخار الله فلم يخره ».