العسكريَّ عليهماالسلام يقول : الحمد لله الّذي لم يخرجني من الدُّنيا حتّى أراني الخلف من بعدي ، أشبه النّاس برسول الله صلىاللهعليهوآله خَلقاً وخُلقاً ، ويحفظه الله تبارك وتعالى في غيبته ، ثمّ يظهره فيملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً.
٨ ـ حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار رضياللهعنه قال : حدّثنا سعد بن عبد الله قال : حدّثنا موسى بن جعفر بن وهب البغداديُّ قال : سمعت أبا محمّد الحسن ابن عليٍّ عليهماالسلام يقول : كأني بكم وقد اختلفتم بعدي في الخلف منّي ، أما إنَّ المقرَّ بالأئمّة بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله المنكر لولدي كمن أقرَّ بجميع أنبياء الله ورسله ثمّ أنكر نبوَّة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، والمنكر لرسول الله صلىاللهعليهوآله كمن أنكر جميع أنبياء الله لأنّ طاعة آخرنا كطاعة أوَّلنا ، والمنكر لاخرنا كالمنكر لأوَّلنا. أما أنَّ لولدي غيبة يرتاب فيها النّاس إلّا من عصمه الله عزَّ وجلَّ.
٩ ـ حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رضياللهعنه قال : حدّثني أبو عليّ بن همام قال : سمعت محمّد بن عثمان العمري ـ قدَّس الله روحه ـ يقول : سمعت أبي يقول : سئل أبو محمّد الحسن بن عليٍّ عليهماالسلام وأنا عنده عن الخبر الّذي روي عن آبائه عليهمالسلام : « أنَّ الأرض لا تخلو من حجّة لله على خلقه إلي يوم القيامة وأن من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهليّة » فقال عليهالسلام : أنَّ هذا حق كما أنَّ النهار حق ، فقيل له : يا ابن رسول الله فمن الحجّة والامام بعدك؟ فقال ابني محمّد ، هو الامام والحجة بعدي ، من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهليّة. أما أنَّ له غيبة يحار فيها الجاهلون ، ويهلك فيها المبطلون ، ويكذّب فيها الوقاتون ، ثمَّ يخرج فكأنّي أنظر إلى الاعلام البيض تخفق فوق رأسه بنجف الكوفة.