رجل من ولد الحسن عليهالسلام تثبت به حجّة الله ، فقد وجب بالاضطرار للحسن ولدٌ قائم عليهالسلام.
وقل يا أبا جعفر ـ أسعدك الله ـ لابي الحسن أعزَّه الله (١) : يقول محمّد بن عبد الرحمن قد أوجدناك إنيّة المدّعى له فأين المهرب؟ هل تقرُّ على نفسك بالابطال كما ضمنت أو يمنعك الهوى من ذلك فتكون كما قال الله تعالى : « وإنَّ كثيراً ليضلون بأهوائهم بغير علم » (٢).
فأمّا ما وسم به أهل الحقِّ من اللّابديّة لقولهم : « لابدَّ ممّن تجب به حجّة الله » فيا عجبا فلا يقول أبو الحسن لابدَّ ممّن تجب به حجّة الله؟ وكيف لا يقول وقد قال عند حكايته عنا وتعييره إيّانا : « أجل لابدّ من وجوده فضلاً عن كونه » فإنَّ كان يقول ذلك فهو وأصحابه من اللابدية وإنّما وسم نفسه وعاب إخوانه ، وإن كان لا يقول ذلك فقد كفينا مؤونة تنظيره ومثله بالبيت والسراج ، وكذا يكون حال من عاند أولياء الله يعيب نفسه من حيث يرى أنَّه يعيب خصمه ، والحمد لله المؤيد للحق بأدلته. ونحن نسمي هؤلاء بالبُدِّية إذ كانوا عبدة البدَّ قد عكفوا على ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنهم شيئا. وهكذا هؤلاء ، ونقول : يا أبا الحسن ـ هداك الله ـ هذا حجّة الله على الجنِّ والانس ومن لا تثبت حجّته على الخلق إلّا بعد الدعاء والبيان محمّد صلىاللهعليهوآله قد أخفى شخصه في الغار حتّى لم يعلم بمكانه ممّن احتج الله عليهم به إلّا خمسة نفر (٣).
__________________
(١) يعنى بأبي جعفر محمّد بن عبد الرحمن بن قبة ، وبابى الحسن عليّ بن أحمد ابن بشار.
(٢) الانعام : ١١٩.
(٣) المراد بالخمسة : عليّ بن أبي طالب ، وأبو بكر ، وعبد الله بن اريقط الليثي ، واسماء بنت أبي بكر ، وعامر بن فهيرة. والقصة كما في اعلام الورى هكذا : بقى رسول صلىاللهعليهوآله في الغار ثلاثة أيّام ، ثمّ اذن الله له في الهجرة وقال : يا محمّد اخرج عن مكة فليس لك بها ناصر بعد أبي طالب. فخرج رسول الله صلىاللهعليهوآله وأقبل راع لبعض قريش يقال له ابن اريقط فدعاه رسول الله صلىاللهعليهوآله وقال : يا ابن اريقط أئتمنك على دمي؟ قال إذا احرسك وأحفظك ولا