جميع الشيعة عرف في ذلك العصر الائمّة الاثني عشر عليهمالسلام بأسمائهم ، وإنّما قلنا : أنَّ رسول الله صلىاللهعليهوآله أخبر أنَّ الائمّة بعده الاثنا عشر ، الّذين هم خلفاؤه وأن علماء الشيعة قد رووا هذا الحديث بأسمائهم ولا ينكر أن يكون فيهم واحد أو اثنان أو أكثر لم يسمعوا بالحديث ، فأمّا زرارة بن أعين فانه مات قبل انصراف من كان وفده ليعرف الخبر ولم يكن سمع بالنص على موسى بن جعفر عليهماالسلام من حيث قطع الخبر عذره فوضع المصحف الّذي هو القرآن على صدره ، وقال : اللّهم إنّي أئتمُ بمن يثبت هذا المصحف إمامته ، وهل يفعل الفقيه المتديّن عند اختلاف الامر عليه إلّا ما فعله زرارة ، على أنَّه قد قيل : أنَّ زرارة قد كان عمل بأمر موسى بن جعفر عليهماالسلام وبامامته وإنّما بعث ابنه عبيداً ليتعرَّف من موسى بن جعفر عليهماالسلام هل يجوز له إظهار ما يعلم من إمامته أو يستعمل التقيّة في كتمانه ، وهذا أشبه بفضل زرارة بن أعين وأليق بمعرفته.
حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيُّ رضياللهعنه قال : حدّثنا عليُّ ابن إبراهيم بن هاشم قال : حدّثني محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن إبراهيم بن محمّد الهمدانيِّ رضياللهعنه قال : قلت للرِّضا عليهالسلام : يا ابن رسول الله أخبرني عن زرارة هل كان يعرف حقَّ أبيك عليهالسلام؟ فقال : نعم ، فقلت له : فلم بعث ابنه عبيداً ليتعرف الخبر إلى من أوصى الصادق جعفر بن محمّد عليهماالسلام؟ فقال : أنَّ زرارة كان يعرف أمر أبي عليهالسلام ونص أبيه عليه وإنّما بعث ابنه ليتعرف من أبي عليهالسلام هل يجوز له أن يرفع التقية في إظهار أمره ونصَّ أبيه عليه وإنّه لمّا أبطأ عنه ابنه طولب باظهار قوله في أبي عليهالسلام فلم يحبّ أن يقدّم على ذلك دون أمره فرفع المصحف وقال : اللّهمّ إنَّ إمامي من أثبت هذا المصحف إمامته من ولد جعفر بن محمّد عليهماالسلام.
والخبر الّذي احتجّت به الزّيديّة ليس فيه أنَّ زرارة لم يعرف إمامة موسى بن ـ جعفر عليهماالسلام وإنّما فيه أنَّه بعث ابنه عبيداً ليسأل عن الخبر.
حدثنا أبي رحمهالله قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن أحمد ابن يحيى بن عمران الاشعريّ ، عن أحمد بن هلال ، عن محمّد بن عبد الله بن زرارة ، عن أبيه قال : لمّا بعث زرارة عبيداً ابنه إلى المدينة ليسأل عن الخبر بعد مضيِّ أبي عبد الله