ذكر بداية ولاية آل سامان
«رحمهم الله»
سبق أن ذكر قبل هذا أنه كان لسامان خداة ولد أسماه أسدا لمحبته لأسد بن عبد الله القشيرى (١) ، وكان لأسد أربعة أولاد : نوح وأحمد ويحيى وإلياس. ولما خرج رافع بن الليث (٢) على هارون الرشيد (٣) وأخذ سمرقند ، بعث الرشيد هرثمة بن أعين (٤) لحربه. وقد حصن رافع سمرقند وعجز هرثمة فى أمره. وكان المأمون قد جاء مع الرشيد إلى خراسان لسبب هذه الحادثة ، وكان قلب الرشيد مشغولا للغاية بهذا الأمر. فكتب المأمون إلى أبناء أسد وأمرهم بمعاونة هرثمة فى حرب رافع. وحمل أبناء أسد رافعا على عقد صلح مع هرثمة وصاهروا بينهما. وفرغ بال الرشيد من هذا الأمر ، وكان يخشى أن يستولى رافع على كل خراسان. وقد رأى المأمون أن هذا الأمر (أى الصلح) حدث فى وقته تماما. وقد توفى هارون بطوس (٥) فى هذا السفر.
__________________
(١) الصحيح هو أسد بن عبد الله القسرى ، انظر حاشيتنا (١) ص ٨٦.
(٢) رافع بن الليث بن نصر بن سيار [توفى سنة ١٩٥ ه / ٨١١ م] ، وهو ثائر من بيت إمارة ورياسة كان مقيما فى ماوراء النهر بسمرقند وناب فيها أيام الرشيد العباسى وعزل وحبس بسبب امرأة وهرب من الحبس فقتل العامل على سمرقند واستولى عليها سنة ١٩٠ ه (٨٠٥ م) وخلع طاعة الرشيد ودعا إلى نفسه وسار إليه نائب خراسان على بن عيسى ، فظفر رافع ، وتوجه إليه الرشيد سنة ١٩٢ ه (٨٠٧ م.) وانتدب لقتاله هرثمة نائب العراق فانهزم رافع سنة ١٩٣ ه. (٨٠٩ م.). [الأعلام للزركلى ج ٣ ص ٣٦]
(٣) هارون الرشيد بن محمد المهدى بن المنصور العباسى ـ [أبو جعفر] ، خامس خلفاء العباسيين بالعراق (١٤٩ ـ ١٩٣ ه / ٧٦٦ ـ ٨٠٩ م). (المرجع السابق)
(٤) هرثمة بن أعين (توفى سنة ٢٠٠ ه. / ٨١٦ م.) ، كان والى أفريقيا وعين واليا على خراسان سنة ١٨١ ه. / ٧٩٧ م. من قبل الرشيد حيث حارب رافعا وانتصر عليه. [المرجع السابق]
(٥) طوس : مدينة قديمة أسسها طوس بن نوذر ، على بعد عشرين كيلومترا من مدينة مشهد بخراسان. كانت مركزا هامّا للثقافة الإسلامية ، وقد خرج منها الإمام الغزالى ونصير الدين الطوسى والشاعر الفردوسى. [قاموس الأعلام ج ٤ ص ٣٠٢١]