من عسكر رافع جوعا. وكتب الأمير نصر إلى ابنه أحمد فى سمرقند ليجمع الغزاة من سغد سمرقند ، ولم يعط أهل الولاية علفا للأمير إسماعيل وقالوا إن هؤلاء خوارج ولا يحل نصرتهم. وكان الأمير نصر قد ضاق ذرعا بمجىء رافع ، فذهب الأمير نصر إلى كرمينة (١) وكانوا يجرون فى إثره ، فنصح شخص «رافع» ا وقال له : لقد تركت ولايتك وجئت إلى هنا ، فإذا ما اتفق الأخوان وحصراك بينهما فماذا تستطيع أن تعمل؟ فخاف رافع من هذا الكلام وبعث برسول إلى الأمير نصر وقال : إنى لم أجىء للحرب بل جئت لأصلح بينكما. فاستحسن الأمير نصر هذا الكلام ، وتصالحا على أن يكون أمير بخارى شخص آخر ، والأمير إسماعيل عامل الخراج ، ولا تكون أموال الديوان والخطبة باسمه ، ويدفع كل سنة خمسمائة ألف درهم. (واستدعى نصر بن أحمد وإسحق بن أحمد أيضا) (٢) وخلع عليه وأسند إليه إمارة بخارى ورضى الأمير إسماعيل بذلك.
وعاد الأمير نصر وذهب رافع أيضا إلى خراسان. وكان ذلك سنة ثلاث وسبعين ومايتين (٨٨٦ م). فلما انقضى على هذه الحال خمسة عشر شهرا بعث الأمير نصر شخصا فى طلب المال ، فأمسك الأمير إسماعيل المال ولم يرسله ، وكتب الأمير نصر رسالة إلى رافع لأنه كان قد ضمنه ، وكتب رافع أيضا كتابا إلى الأمير إسماعيل بهذا المعنى فلم يهتم الأمير إسماعيل ، وجمع الأمير نصر العسكر مرة أخرى وكلهم من أهل ماوراء النهر وجاء أبو الأشعث من فرغانة وقصد بخارى مرة أخرى على النحو المتقدم واتجه (أى الأمير نصر) إلى بخارى ، فلما بلغ كرمينة جمع الأمير إسماعيل أيضا عسكره وذهب إلى طوايس ودارت الحرب واشتدت المعركة وانهزم إسحق بن أحمد إلى فرب فحمل الأمير إسماعيل حملة قوية على أهل فرغانة وانهزم أبو الأشعث إلى سمرقند ، وأراد أهل سمرقند القبض عليه لأنه كان قد ترك
__________________
(١) انظر حاشية (٣) ص ٢٧.
(٢) هكذا فى نسختى شيفر ومدرس رضوى فى الأصل الفارسى وفيه لبس ـ ولعل صحيحه «واستدعى نصر بن أحمد إسحق بن أحمد أيضا وخلع عليه وأسند إليه إمارة بخارى ورضى الأمير إسماعيل بذلك». وهذا ما يتمشى مع السياق.