ابن إسماعيل بن أحمد بن أسد بن سامان : تولى الملك بعد أبيه وأراد أن يولى الوزارة أبا الحسين العتبى ، فتشاور مع أبى الحسين سيمجور الذى كان أمير الأمراء ، فأجابه بأن العتبى متحل بجميع مزايا الوزارة ولكنه شاب ، ولا يحمد الشباب فى الوزارة ، فخالفه الأمير نوح وأسند الوزارة إلى أبى الحسين العتبى ، وانضبطت بكفايته شئون الملك على أتم وجه ، وفى الحقيقة لم يكن وزير مثله فى بلاط أى ملك ، وبهذا السبب اغبرت العلاقة بين العتبى وسيمجور ، فسعى الوزير غاية السعى حتى وجد حسام الدولة تاش الذى كان من مماليك أبيه السبيل إلى الإمارة فى خدمة الأمير نوح ، وأسند الحجابة إلى فائق. وتمرد خلف بن أحمد فى سيستان على الأمير نوح وامتنع عن أداء الخراج ، فبعث الأمير نوح أيضا بابن أخته الحسين ابن طاهر لقتاله ، وبعد المعركة لجأ خلف إلى قلعة أرك (١) وحاصره الحسين بن طاهر ، وظل محاصرا سبع سنوات ، ولم يلح النصر ، ولهذا السبب نقصت هيبة السامانيين فى القلوب. وكان أبو الحسين سيمجوز يبدى الشماتة ، فعزله الأمير نوح من إمارة خراسان ، وفوضها إلى تاش ، وبعث سيمجور لحرب خلف ، فاتفق أبو الحسين سرّا مع خلف وقررا فى الظاهر أن يجلو خلف عن تلك القلعة إلى مكان آخر ويسلمها له ، ففعلا هكذا ، وكان أبو الحسين (سيمجور) يرى أن السبب فى انتقاص حرمته هو أبو الحسين العتبى ، فاتفق مع فائق وبعثا بجماعة حتى قتلوه ليلا حين جاء لمدد الديلم من بخارى إلى خراسان ، وامتلأت خراسان بالفتنة ، وقامت الحرب والفتنة فى كل مكان وأخيرا استقروا على أن تكون نيسابور لتاش وبلخ لفائق وهرى (هراة) مع قهستان لأبى الحسين سيمجور. وذات يوم كان أبو الحسين سيمجور يباشر سرية فى بستان فمات وقت الإنزال ، فصار ابنه أبو على أميرا فى مكانه ، وولاه نوح بن منصور إمارة خراسان ، وجرت بينه وبين تاش حروب. وتحول تاش عن السامانيين بسبب عزله وقتل الوزير ابن العتبى ، ولجأ إلى فخر الدولة الديلمى ، فاحتفى به فخر الدولة وسلمه كركان (٢) وذهب هو
__________________
(١) أرك : مقر الحكم.
(٢) تعريبها جرجان.