واتفقا معا على حرب نوح بن منصور ، ولما عادى الأمراء القدامى نوحا بن منصور كان من اللازم أن يتصل بغيرهم ، فدعى الأمير سبكتكين فتوجه مع ابنه محمود إلى الحضرة ببخارى ، وسارا لحرب فائق وسيمجور. وكان لدى الجانبين حشد كبير ، وكان سيمجور وفائق من حيث الشوكة ورجال القتال أفضل ، ولكن التوفيق كان حليف نوح بن منصور ، وقد انصرف دارا بن قابوس عن سيمجور وتوجه إلى نوح ، فخافه أبو على سيمجور وانهزم ، ولجأ هو وفائق إلى فخر الدولة الديلمى ، فاحتفى بهما حفاوة الملوك ، وترك لهما جرجان ، فأراد سيمجور أن يخرج على الديلم فى جرجان ويستولى عليها ، وبهذه الطريقة يتحبب إلى نوح بن منصور ، فمانع فائق وقال إن هذا لا يكون ، ونذم عند الجميع. وأعطى الأمير نوح إمارة خراسان للأمير سبكتكين ولقبه بناصر الدين ، ولقب ابنه بسيف الدولة ، وكان ذلك فى سنة أربع وثمانين وثلاثة ثمائة (٩٩٤ م). فذهب ناصر الدين سبكتكين إلى هرى (هراة) وسيف الدولة إلى نيسابور. فجاء أبو على سيمجور وفائق لحربه (أى لحرب سيف الدولة) وانهزم أمامهما وذهب إلى أبيه ، وذهب كل منهما لحربهما من طريق وحاصرا أبا على سيمجور وفائقا وهزماهما ، وفر سيمجور وفائق إلى قلعة كلاب (١) وبعثا بشفيع إلى نوح بن منصور ، فقال نوح بن منصور : ليذهب أبو على سيمجور إلى جرجانية (٢) عند مأمون الفريغونى ويأت فائق إلى الحضرة ، فلم يشم فائق ريح السلامة من أبى على سيمجور (٣) فى تلك المفارقة ، فقصد جرجانية فلما بلغ «هزار اسپ» قبض على أبى عبد الله خوارزمشاه (٤) وقتله وآل ملك خوارزم (٥) إلى مأمون ، فكتب إلى نوح بن منصور وطلب أن يهبه دم أبى على سيمجور ، فأجابه نوح إلى طلبه ، واستدعاه إليه (أى أبا على سيمجور) ثم نقض عهده وقتله. وحرض فائق إيلك خان على قتال نوح بن منصور ، فقصد
__________________
(١) بضم أولها وتنطق كالجيم فى اللهجة القاهرية.
(٢) جرجانية : قال ياقوت هى قصبة إقليم خوارزم وهى مدينة عظيمة على شاطىء جيحون وأهل خوارزم يسمونها «كركانج» [دائرة المعارف للبستانى ج ٦ ص ٤٢٦].
(٣) أى توقع له شرا.
(٤ ، ٥) تنطق فى الفارسية (خارزمشاه) و (خارزم) مع عدم نطق الواو.